كيف تُشفى جراح المسيحيين في سوريا والعراق؟!
ارجو القارىء أن يسامحني إذا كنت توسعت في هدف المنتدى والخط العام فيه وهو من مناقشة جروحات أعضاء الكنائس ورعاتها في الكنيسة المحلية لمناقشة جروح الكنيسة خارج هذا الإطار، لكن الظروف التي حولنا والتي تمر بها الكنيسة في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا والعراق تلزمنا بذلك.
فبعد ماحدث لمسيحي العراق وبصفة خاصة الموصل من داعش وأيضًا ممارستهم مع مسيحي سوريا بات من الواضح أن الخطر يحدق بكل مسيحي الشرق الأوسط. فزيارة بسيطة لهذه الدول سوف نلمس مدى خوف المسيحيين من أن يصيبهم الدور.
ولنا أن نتخيل حالة العراقيين والسوريين الآن في فصل الشتاء حيث لا طعام ولا شراب والأمطار الغزيرة والثلوج الشديدة، وما هو شعورهم وماهي الجراح التي تنزف في داخلهم من نفي وتعذيب وموت وفقدان لأعزاءهم.
وفي وسط هذه المأساة نتسأل كيف تُشفى هذه الجراح؟ وهل كل مساعدات البشر من دول وهيئات تستطيع أن تشفي هذه الجراح. فما هو إذاً الشيء الذي يستطيع به هؤلاء المؤمنين أن يداوا جراحهم ويستمروا في الحياة برجاء. الإجابة هي شيء واحد ألا وهو.........أمانة الله.
يوجه بطرس الرسول كلامه للمؤمنين المتألمين والمضطهدين بحسب مشيئة الله في رسالته الأولى قائلاً: "فَإِذًا، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ، فِي عَمَلِ الْخَيْرِ"(1بط4: 19)
فبطرس الرسول ينصح هؤلاء المتألمين المجروحين بأن يفعلوا شيئاً واحداً وهو أن يستودعوا (يضع كوديعة) أو يرتموا (كاستوداع الطفل نفسه في يد أبيه) أنفسهم ليد من....ليس الأمم المتحدة...أو الدول الصديقة...أو الحكومات...أو جمعيات المساعدات الإنسانية بل في يد خالق، وهذا الخالق يتصف بصفة هامة يحتاجها هؤلاء المجروحين وهي أنه "أمين" ولأنه أمين فهو "يفعل الخير" ويقصد الخير ويخرج الخير من الشر بعنايته ومحبته وقدرته الموجهة نحو أولاده.
إن الحل الوحيد لشفاء جراح هؤلاء هو أن يلقوا بأنفسهم في حضن هذا الخالق الذي كان ومازال وسيظل أميناً معهم، يعمل الخير. وسيأتي يوم نرى فيه أحبائنا من سورية والعراق يشهدون عن هذا الخالق الأمين وكيف صنع خير ومراحم معهم رغم التهديد والجوع والعطش والموت الذي كان يحيط به.
وهذه رسالة لكل مجروح ومتألم مهما أختلفت أسباب الجروح والألم.......الله أمين.