يتعرض كل إنسان لعدة جروح في رحلة حياته الأرضية، ولكن من أصعب الجروح هو جرح الفشل. ومن الممكن أن يكون كل شخص يُعاني من نوع ما من جرح الفشل مثل: الفشل الروحي، الفشل العائلي، الفشل الدراسي، الفشل في العلاقات، الفشل في العمل...... إلخ ولا شك أن الفشل جرح مؤلم جدًا أي إن كان نوعه، فالبعض يقودهم جرح الفشل للأنتحار لأن الفشل يُعني حياة بلا معنى، كما أن الشيطان يضغط على جرح الفشل لتدمير الإنسان. لذا فأين الحل؟!
الله الذي يعلم ما سيمر به الإنسان من جرح الفشل قدم تشجيع وحل في كلمته على فم بولس الرسول عندما هتف للمؤمنين في كنيسة كورنثوس باليونان قائلاً: لا نفشل! فكنيسة كورنثوس حسب تقييم الرسول بولس لهم كما ذكر ذلك في رسالته الأولى مليئة بالمشاكل مما أشعرهم بعد وضوح حقيقة حالهم بالفشل، فكتب بولس في خطابه الثاني لهم يشجعهم .. لا نفشل!.. والغريب أن بولس ذكر هذا التشجيع مرتين في اصحاح واحد، وكأنه يؤكد أن المؤمن لا يجب أن يستسلم لهذا الجرح.
"مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ ¬كَمَا رُحِمْنَا¬ لاَ نَفْشَلُ،..." " لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ......." (2كورنثوس 4: 1، 16)
ويجب أن نلاحظ أن الله لا يستخدم طرق علم النفس أو التنمية البشرية فيقوم بتشجيع وهمي أو بمجرد كلمات واهية بلا أسس حقيقية بل يقدم بوضوح الأسباب التي تجعل المؤمن لا يستسلم لجرح الفشل. ففي المرتين يسبقهم بـ (من أجل ذلك، لذلك) أي أن هناك أسباب ذكرها سابقًا تجعل المؤمن لا يفشل. لذا دعونا نرى أسباب عدم استسلام المؤمن لجرح الفشل والتي ذكرها بولس في نهاية الاصحاح الثالث، وأيضًا في الآيات السابقة للعدد 16 من الاصحاح الرابع:
1. الروح القدس المحرر لنا من أي قيد 3: 17
2. التغيير الدائم لنا كل يوم إلى صورة المسيح 3: 18
3. الرحمة التي رحمنا ويرحمنا بها الله 4: 1
4. إنارة معرفة مجد الله التي تنير أي ظلام نمر به من خلال معرفتنا لإبينا 4: 4
5. الإيمان الذي يجعلنا نرى ما هو خلف الفشل 4: 13
6. الذي أقام المسيح من الأموات سيقيمنا من فشلنا 4: 14
7. جميع الأشياء المشجعة والمُعينة هي لنا 4: 15
8. النعمة الإلهية التي لنا 4: 15
أيضًا يذكر الرسول بولس أن المؤمن الذي لا يستسلم لجرح الفشل سيتمتع بنتائج باهرة وبركات مجيدة، فسيختبر عدة أمور رائعة نتيجة عدم الفشل، كما أنه سيسلك بطريقة تختلف عن الأخرين، وهذه الأشياء منها:
1. رفض خفايا الخزي (أمور الخطية المخجلة) 4: 2
2. عدم السلوك في المكر 4: 2
3. عدم غش كلمة الله (حتى لأنفسنا... فالخطية خطية) 4: 2
4. الداخل (الإنسان الروحي داخلنا) يتجدد يومًا فيومًا رغم أن جسدنا يفنى 4: 16
5. ثقل مجد أبدي مقابل الألم 4: 17
6. نرى الأشياء التي لا تُرى "الآبدية" عكس الخطاة الذين لا يرون غير الأمور الوقتية 4: 18
فهذه دعوة إلهية للـ:
1. الشفاء من جرح الفشل نتيجة ما قدمه الله لنا.
2. التمتع بالبركات التي لنا.
فلا نفشل ...... لا نفشل ........لا نفشل
# لا _ جرح _ الفشل #