جرح القرارات الحاسمة
بعد انتخاب الرئيس السيسي أنتظر الشعب ما سيفعله الرئيس الجديد لهم ليعوضهم عن الفترات الحالكة التي مرت بهم. والفقراء بصفة خاصة كانوا يتطلعون لحالٍ أفضل لمعيشتهم وحياتهم، ولكن فوجىء الجميع بقرارات موجعة وحاسمة مثل رفع أسعار البنزين والكهرباء ...إلخ. ولقد شعر كل احباء السيسي بخيبة أمل لأنهم انتظروا نتائج ترضيهم ولكنهم جرحوا من قرارات حاسمة تمسهم. والكثير من الشعب رغم عدم رضاه عن هذه القرارات الأخيرة إلا أنه صمت صابرًا ....لماذا لأنه يثق في الرئيس السيسي.
وبعيدًا عن السياسة، ونحن ما زلنا نصلي لأجل بلادنا أن الرب يقود خطوات القائمين عليها للخير. نتسأل هل القرارات الحاسمة احيانًا تكون جارحة؟ نعم فالقرارات الحاسمة التي لا مفر من تنفيذها تكون قرارات جارحة، ولكن العبرة بالنتائج.
فقرار الطبيب الحاسم ببتر جزء من الجسم لأنه متقيح هو قرار جارح وصادم ولكنه مهم لإنقاذ نفس الإنسان المريض.
قرار آب بمنع ابنه من ممارسة أمر ما أو التعامل مع صديق معين هو قرار جارح وصادم ولكنه مهم لتربية الابن وحفظه من شرور كثيرة.
قرار راعي كنيسة بوقف أحد الأعضاء عن الخدمة أو تأديبه تأديبًا معينًا هو قرار جارح وصادم ولكنه مهم لتصحيح مسار هذا العضو. ولنا في بولس مثالاً عندما اتخذ قرار بعدم ضم مرقس -والذي أصبح كروز الديار المصرية بعد ذلك- إلى فريق الخدمة. (أعمال الرسل 15: 38) " فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضًا يُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ، وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا."
لكن لماذا من الممكن أن يتقبل إنسان قرارات حاسمة وجارحة له من الآخرين؟! الإجابة ......الثقة، الثقة هي العامل المهم في تجاوز القرارات الحاسمة:
ثقة المريض في قرارات الطبيب، وثقة الابن في قرارات الآب، وثقة العضو في قرار الراعي. حتى لو كانت هذه القرارات حاسمة..جارحة...صادمة.
وفي ذات الوقت عدم الثقة هو الذي يقود للاحساس الشديد بالجرح من أي قرارات حاسمة ومن ثم يتحول إلى رد فعل سيء.
حتى بالنسبة لعلاقتنا بالله، فأحياناً نشعر بأن أعمال الله نحونا في فترة ما ما هي إلا قرارات حاسمة نشعر بالجرح نحوها، ثم يتوقف الأمر على الثقة فيه كأله محب وآب حنون وراعٍ صالح فيكون تجاوبنا هو الثقة والانتظار والخضوع. أما في حالة عدم الثقة فيكون رد فعلنا هو التمرد واجترار الآم الجرح.
فهذه دعوة بصفة عامة لنجعل الثقة هي أساس التعامل مع قرارات الغير نحونا خاصة الحاسمة والجارحة. ومع الله بصفة خاصة نتعامل مع مشيئته بالخضوع والثقة.