شفاء جراح ميت
في بعض الأحيان يكون التأخير ... جريمة، فعلى سبيل المثال: التأخر عن إنقاذ شخص يغرق أو الإنشغال عن طفل يختنق أو التباطىء في مد يد المساعدة لشخص مٌعلق في مكان وسيسقط يُجرم قانونيًا وإنسانيًا لأن عامل الوقت جوهري في الآذية أو الإنقاذ، من هنا كانت المساعدة بعد فوات الأوان أمر لا يُبرر أو يُمدح....بل هو جريمة.
كلنا من الممكن أن نجرح أشخاص حولنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومن الممكن أن نتعرض نحن ذاتنا للجرح ممن حولنا أثناء مسيرة الحياة، ولكن المشكلة أن البعض لا يُدرك أنه جرح أحدهم، والبعض الأخر يُدرك ولا يريد أن يعوض المجروح بأي طريقة إن كانت. ولكن توجد مجموعة أخرى – عجيبة – تتذكر أن تعوض المجروح أو تعالجه بعد فوات الآوان، ولا أعرف كيف أصفهم.
فإذا قام أحدهم بجرح شخص حي ثم لسبب ما بعدها مات هذا الشخص المجروح ثم تذكر الجارح أنه يجب أن يعالج جروح ذلك الشخص فابتدء يعالجها ولكن ... بعدما مات المجروح...فما المنفعة؟! الأحياء هم الذين يحتاجون أن يعيشوا بلا جروح، أو يحتاجون لمعالجة جروحهم وليس الأموات. فياليتنا نعالج جروح من جرحناهم وهم أحياء وقبل أن يموتوا.
القصة الكتابية المذكورة في سفر التكوين عن أول جريمة قتل ....قتل قايين لأخيه هابيل، هل من المناسب أن قايين بعدما مات أخوه يبدء بمعالجة جروحه ومحاولة تعويضه بعدما مات... بالطبع سيكون المنظر مأساوي ويثير الضحك حتى البكاء، فشفاء الجروح والتعويضات والاهتمام يكون للأحياء فقط.
مرة أخرى ياليت نتعلم هذا الدرس الهام.... لاتعالج جروح من جرحتهم بعد موتهم. فالاهتمام والتعويض وشفاء الجروح يكون للأحياء قبل أن يموتوا....وليس بعد، فإن كنت تريد فأبدء الآن...الآن.