جرح تأجير المحبين
(هو8: 9) "لأَنَّهُمْ صَعِدُوا إِلَى أَشُّورَ مِثْلَ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ مُعْتَزِل بِنَفْسِهِ. اسْتَأْجَرَ أَفْرَايِمُ مُحِبِّينَ."
أمر مألوف للجميع أن نجد يافطة مكتوب عليها شقة للإيجار أو سيارة للإيجار ....وهكذا، ومن الممكن أن نجد إعلانات عبارة عن طلب من شخص ما منزل أو سيارة أو مكتب للإيجار لنفسه، ولكن هل رأى أحد منا شخص يطلب لنفسه محبين للإيجار! واستعداده لدفع ثمن الإيجار. أعتقد أن هذا عمل غير مقبول لأن الحب والمحبين ليسوا مواد للإيجار، وماذا سيدفع أي شخص ثمن لكي يحبه أحد.
في سفر هوشع يشعر الله بجرح كبير من شعبه - شعب إسرائيل، وكما يناديه في سفر هوشع بإفرايم لأنه كان السبط الأكبر في المملكة الشمالية لليهود - وذلك بسبب أنه إفرايم ترك محبة الله الأكيدة والواضحة واستأجر لنفسه محبين من الأشرار والوثنيين الذين أرتبط بهم. وقد شبهه الله بالحمار الوحشي المعتزل ليس بحمار البيت والغيط الذي يستمتع بمحبة واعتناء صاحبه، لكن الحمار الوحشي الذي لا يتعامل مع من يقدم له الحب بل انه معتزل عن الأحباء وفي ذات الوقت لشعوره بالاحتياج يحاول أن يستأجر لنفسه محبين غرباء، وعنده الاستعداد بالطبع لدفع الثمن مهما طلب هؤلاء المحبون.
والثمن الذي يطلبه العالم (أشرار، الشيطان، الخطية، الجسد) إذا قدم محبة.... ثمن معروف وهو بغضة المسيح، لأننا لا يستطيع الإنسان أن يخدم سيدين فهو يجب أن يحب واحد ويبغض الأخر، كما قال يسوع عن المال (مت6: 24).
هناك المحرومون عاطفيًا الذين يحاولون أن يستأجروا دائمًا محبين لأنفسهم، فنرى هذه الشابة المرفوضة ممن حولها تبحث عن من تستأجره ليحبها، فيظهر لها هذا الفتى المستعد لتعويضها ولكن بعد دفع الإيجار، وفي المقابل شاب في الجامعة لم يتمتع بحب أسرته ولم يشبع بالحب الحقيقي من المسيح فيرفع يافطة أحتاج لتأجير محب، فتظهر زميلته التي تعوضه وذلك بعد دفع الإيجار.
ولا يقف الأمر عند الشباب ولكن أيضًا الرجال والنساء المتزوجين، فالرجل يجد في زميلته ما يعوضه عما فقده مع زوجته، والمرأة كذلك زميلها العطوف الودود على استعداد أن يقدم ما قصر فيه زوجها ولكن بعد دفع الإيجار وهو معروف ..... أترك مسيحك. ولنا في سليمان مثال، فهو في حالة ضعفه الروحي وعدم تمتعه بالمحبة الحقيقية من الله له بدء في تأجير محبين هن الزوجات الوثنيات وبطبيعة الحال دفع الإيجار بمشاركتهن في عبادة الهتهن والنتيجة أنقسام المملكة.
وهناك الاجتماعيون الذين يخافون على حب الشلة أو العائلة لهم مهما كان السبب. فكل ما تفعله الجماعة صحيح وكل ما يقوله فلان "الصديق" مضبوط حتى لو الشلة أخطأت وحتى لو الصديق أذى سمعه شخص بالكذب، أو القريب سرق ميراث أخية، فهؤلاء الاجتماعيون يأجرون محبة الأصدقاء والأقارب أو شلة النادي أو حتى شلة الكنيسة والثمن هو الموافقة على كل ما يفعله المحبون حتى إن كان خطأ.
فشلة الكنيسة التي اسأت لسمعة فلان (الخادم أو القسيس) كذبًا، والأخ المؤمن الذي يأجر محبتهم يعرف ذلك، ولكن خوفًا من فقدان حبهم أو أن يلفظوه، فهو لا يُدينهم ولا يعلن الخطأ ولا يعترض بل ليس هناك مانع من أن يتحد معهم فهذا هو الثمن وهو يعرفة ويدفعه لأنه لا يتمتع بمحبة الرب، فيستجدي محبة من حوله.
هذه دعوة:
أن نتحرر من هذا الحب المدفوع ثمنه غاليًا منا، وأن نرجع لحضن من أحبنا حتى الموت بدون أن يطلب منا ثمن، والذي محبته لا تتغير.
وهي أيضًا دعوة أن نتوقف من جرح يسوع بذهابنا وراء الأخرين لأستأجار حبهم لنا.
جرح _ تأجير _ المحبين#