جرح الرجولة والأنوثة
اقرأ الآن في كتاب بعنوان "رجولة قلب" للكاتب جون إلدريردج وهو من أحد الكتب التي حققت أعلى مبيعات بحسب مجلة نيويورك تايمز. يتناول الكتاب جرح من نوع خاص هو جرح الهوية الجندرية (gender) أو الجنسية لكلاُ من الذكر والأنثى وإن كان تركيز الكتاب على الذكر بصفة خاصة.
يركز الكاتب أن الله خلق كل جنس له سماته المختلفة عن الآخر وأي تبادل أو اختلاط نتيجة التربية الأسرية والمجتمعية أو حتى الدينية تتسبب في ضياع هذه الهوية أو تشوهها أو أنتقاصها مما يسبب مشاكل كبيرة للشخص حتى وإن لم يصل هذا الأمر بالإنسان للمرض النفسي مثل المثلية الجنسية والشذوذ وغيره، إلا أنه جرح يجرح الشخص ويجرح أيضًا المرتبطين به مثل شريك حياته.
فجزء من هذه التعاليم الدينية المسببة لهذا الجرح هي الخلط ما بين المساواة بين الرجل والمرأة في القيمة وبين الاختلاف في الأدوار مما يتسبب في قبول فكرة أن المرأة تحاول أن تعيش دور وطابع مختلف طالما أنها مثل الرجل فتسترجل، والرجل أيضًا طالما أن المساواة في كل شيء فيتراجع عن دوره القيادي وهكذا يحدث خلط في الأدوار. والحركة الانثوية Feminism - هي حركة اجتماعية لنصرة مساواة المرأة بكل الطرق حتى التعري أمام العامة - كانت ومازالت لها أثر سلبي ومتواجدة حتى ايامنا هذه بقوة وقد قادت لانتشار هذه الأفكار.
كثير من الفتيات اليوم يشكين أنهن لا يجدن شاب "رجل بمعنى الكلمة" للزواج فكثير من الشباب الآن يظهرون الرقة والميوعة لا الخشونة والرجولة وتحمل المسئولية، وهذا أنتج عدد من الرجال الذين بعد الزواج لا يتحملون مسؤولية أسرهم، ولا تشعر المرأة معه أنه الرأس والقائد والحامي عن الأسرة.
فالولد الذي تعلمه اسرته أن لا يكون مغامر أو مقاتل وخشن (المقصود هنا الجانب الإيجابي الطبيعي لنشاط الذكر وميوله) بل لطيف وناعم حتى الميوعة هو يخسر جزء من طبيعته التي خلقه الله عليها، أو عندما يختفي دور الاب كنموذج للرجولة فيكتسب الابن سمات الانوثة من الأم في غياب الاب. وأيضَا عندما تتركز التعاليم الدينية على جوانب غير متكاملة من التعليم مثل عدم الدفاع عن النفس أو الدفاع عن الحقوق يقود ذلك لنفس المشكلة، فيشعر كل رجل بجرح في داخله أن طبيعته كرجل قد أنتقصت وأن الرجل في داخله محبوس يتمنى أن ينطلق كالأسد المحبوس ويردون أن يروضوه لينسى طبيعته البرية. وهكذا المرأة التي تحاول أن تكون خشنة ومستقلة بزيادة (الجانب السلبي من قوة المرأة) في وجود زوج ناعم ولين لتشعر بالمساواة تشعر مع الوقت بجرح انتقاص أنوثتها كما أن شريك حياتها يفتقد الأنثى التي كان يحلم بالارتباط بها.
لذلك فالكتاب المقدس دائمًا يحث على أن الرجل يكون رجلاً والمرأة تكون إمرأة ويرفض تبادل الأدوار أو تنازل أي جنس عن سماته الجندرية التي خلق الله بها كلاً منهما. ففي العهد القديم يتكلم بصورة رمزية عن عدم لبس رجل لباس امراءة او امراءة لباس رجل "لاَ يَكُنْ مَتَاعُ رَجُل عَلَى امْرَأَةٍ، وَلاَ يَلْبَسْ رَجُلٌ ثَوْبَ امْرَأَةٍ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ." (تثنية22: 5) وأيضًا في تربية الأطفال يقول الكتاب المقدس: " رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ." (أمثال 22: 6) أي على الوالدين أن يربوا الطفل حسب جنسه فالولد يربونه كذكر والبنت يربونها كأنثى. وفي العهد الجديد يُظهر بولس الرسول وكذلك بطرس الرسول بوضوح أن آدم هو المسؤول عن خطية الأكل من الشجرة، وأن الرجل يجب أن يكون الرأس الذي يقود، ثم يرتب دور كلاً من الرجل والمرأة في الكنيسة والأسرة ليكون الرجل رجلاً والمرأة إمراءة كلاً كما خلقه الله. "الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ" (أف5: 23) " ....الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ" (1بط3: 7) ، "...وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ،.." (1كو11: 3)
فهذه دعوة للذكور أن يستردوا رجولتهم وللنساء أن يستردن أنوثتهن وللوالدين أن يربوهم بالطريقة الصحيحة التي لا تجرح هويتهم الجنسية.
#جرح_ الرجولة_ الأنوثة#