جرح أمهات الخدام
اليوم نحتفل بعيد الأم، وجزء هام من هذا العيد هو إكرام الأمهات المجروحات بسبب تعرض أبناءهن للموت مثل أمهات أبطال الجيش والشرطة، وهن مستحقات للكرامة والاحتفاء بهن. لكن دعونا نتكلم عن الأمهات المجروحات نتيجة تعرض ابناءهن الخدام للآلم أو الموت. فكثيرًا ما يتعرض خادم المسيح لآلم ما نتيجة خدمته أو حتى يتعرض لفقدان حياته في بعض الحالات.في هذه المواقف يبدأ الجميع بالتكلم عن الآم الزوجة أو الأبناء لكن قليلاً ما يتكلم أحد عن الأم.
وأعظم مثال للأم المجروحة بسبب خسارة ابنها الخادم هي القديسة العذراء مريم التي مات أبنها أبشع موتة نتيجة خدمته، هذه الأم الذي تنبأ لها سمعان الشيخ في الهيكل "...يجوز في نفسك سيف" (لو2: 35) ويقول المفسرين أن كلمة سيف هنا تُعني سيف كبير، وهذا ما حدث لهذه الأم إذ جاز في نفسها سيف رهيب تاركًا فيها جرح لا يندمل عندما رأت وحيدها يتعرض للتعذيب الرهيب وتنتهي حياته بموت شنيع، فتستحق هذه الأم منا التطويب في عيد الأم لأنها تألمت نتيجة خدمة أبنها.
وأتذكر من عدة سنوات قليلة أستشهاد خادم أمريكي تعرفت على أخيه في نفس الفترة وقد قُتل هذا الخادم في اليمن لأنه كان يبشر بالمسيح. قتلوه هناك بعدة طلقات في جسده، والكل سارع إلى تعزية زوجته المجروحة وأبناءه وأخوته، لكن لم يذكر أحد شيء عن أمه، الأم التي جُرحت عندما سمعت أن أبنها بسبب خدمته الأمينة للرب قُتل.
وليس الأمهات اللواتي فقدن أولادهن نتيجة خدمتهم للرب فقط المستحقات للتبجيل بل أيضًا الأمهات اللواتي يتألمن بصورة مستمرة لخدمة أبناءهن في بلاد بعيدة وخطرة كمرسلين أو في داخل البلاد ولكن هن محرومات من تمضية وقت كاف معهم بسبب خدمتهم.
يا ليتنا نحتفي في هذا العيد بأمهات الخدام الذين جُرحوا جرحًا غائرًا نتيجة خدمة أولادهم للمسيح ولأجل أمتداد الملكوت. فلكل أم منهم أقول: كل سنة وأنت طيبة ومباركة.