مقالة يناير 2014: سنة الرحب لا الجروح
في كل سنة يشعر الكثيرون منا بالضيق والخنقة، بمعنى أن الشخص يشعر أنه مخنوق في مساحة محدودة معينة في أحد الجوانب من حياته. فيشعر وكأنه في شرنقة أو قوقعة يتوق أن يتخلص منها ليخرج إلى الرحب والاتساع. فهناك كائنات حية كثيرة تغير جلدها أو تتخلص من شرنقتها أو قوقعتها كل سنة لأن جسدها يكبر، لذا فمعنى بقاءها في نفس الحدود القديمة يعني الألم والضيق والجروح.
فهل ضاقت عليك سنة 2013، وهل شعرت أنك في شرنقة وأنك تختنق. ضاقت علاقاتك - ضاقت خدمتك – ضاق عملك - ضاقت الحياة من حولك – تريد الخلاص منها إلى الرحب، والخروج إلى الاتساع.
كانت أم صموئيل النبي حكيمة في هذا الأمر حيث كانت تحضر له في الهيكل كل سنة جبة جديدة لأنها تعرف أنه يكبر واذا لم يلبس جبة جديدة سيشعر بالضيق. "وَعَمِلَتْ لَهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغِيرَةً وَأَصْعَدَتْهَا لَهُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ عِنْدَ صُعُودِهَا مَعَ رَجُلِهَا لِذَبْحِ الذَّبِيحَةِ السَّنَوِيَّةِ." (اصم 2: 19). بالرغم أن أحيانًا للتوفير والاقتصاد تقوم الامهات بزنق اولادها في نفس اللباس القديم رغم كبر اجسادهم مما يشعرهم بالخنقة والضيق والجرح النفسي. ولكن هل الله مثل هؤلاء الامهات يريد أن يخنقنا في لباس الماضي ولا يريد أن يلبسنا جبة جديدة، فيحدنا مما يشعرنا بالضيق والألم والجروح؟! فالحشر والضيق في قوقعة صغيرة قد ينشىء الجروح والألم. فهناك مجرحون بسبب الضيقة والمحدودية وليس لأسباب اخرى.
ولكن بالتأكد أن الله يريد أن يعطيك حلة جديدة كل سنة، باتساع جديد مع كل مرحلة بحياتك فتعيش في رحب. لذا ونحن الأن في بداية سنة جديدة سنة 2014 فالتعتبر السنة الجديدة = حلة جديدة لكل جوانب حياتك. ولننظر لشهادات اولاد الله في الكلمة المقدسة:
فأيوب المختبر يطمئن المؤمنين ويشهد بأن الله يريد ذلك فيقول: "وأيضا يقودك من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه ويملأ مؤونة مائدتك دهنًا." (أيوب 36: 16) فالضيق في المؤنة والامكانيات حوله الله إلى ملء ودهن.
وداود أيضًا عن اختبار يؤكد ذلك فيقول: "أخرجني إلى الرحب. خلصني لأنه سر بي" (مز18: 19) فبسبب اعداءه كان يشعر بالضيق حتى اخرجه الله من ضيقه إلى الرحب. [/b]
أيضًا اسحاق بسبب مضايقيه ومضطهديه في رزقه وعمله عندما كان يحفر ابار للشرب والرعي فأنتظر تدخل الرب، وهذا ما اختبره فقال بعدما اراحه الرب: "ثم نقل من هناك وحفر بئرًا اخرى ولم يتخاصموا عليها فدعا اسمها رحوبوت وقال: أنه الأن قد أرحب لنا الرب واثمرنا في الأرض" (تك 26: 22)
ولكن يبقى سؤال: هل أنا نفسي أريد أن أغير الحلة القديمة واخرج من القديم إلى الرحب أم أنا مُستلذ بالألم أو أخاف مغامرة الجديد؟ فأحيانًا يريد الله أن يرحب لنا فيقدم لنا الجبة الجديدة ولكننا نرفضها ونبقى في الجبة القديمة حيث الضيق والجروح.
فدعونا ونحن نستقبل هذه السنة الجديدة أن نثق في أن الله يريدها أن تكون سنة الرحب للجميع.
فسنة 2014 هي: سنة الرحب لك في خدمتك...... وعملك...... وعلاقاتك.
سنة الرحب بعد....... الضيق.
سنة الرحب في..... إحتياجاتك....... واحلامك.
فهل........... تثق؟
[/b]