جرح طرد الله لنا من كنائسه
من التأثيرات السيئة لكرونا غلق الكنائس فلأول مرة لا نحتفل برأس السنة وهي تعتبر المناسبة الروحية الرئيسية لكل الكنائس في مصر هذا إلى جانب إلغاء احتفالات الاعياد وغلق معظم الكنائس أو الاقتصار على عبادة الأحد. أنه لأمر صعب جدًا على كل مرتادي الكنائس بكل طوائفها مؤمنين حقيقيين كانوا أو مجرد متدينين كنسيين. وكنت أود مع أول مقال في هذه السنة الجديدة يكون مبهجًا لمن يقرأه من المتابعيين لهذا المنتدى ولكني مضطر لمشاركتكم ببعض الأفكار.
أنتظر الكثيرون أن أزمة كورونا تغيرنا للأفضل وتجعل كل منا يُعيد تقييم حياته وسلوكه بل وخططه وروءاه المستقبلية. ولكن الصدمة على الأقل من وجهة نظري أن مُعظم الناس لم يطرىء أي تغيير ملحوظ عليهم، لأننا غالبًا ما نرى أننا لا نحتاج للتغيير أو هكذا نظن. فمن المؤكد أن السبب الوحيد لكرونا وما حدث للكنائس والخدمات هو أن المؤمن مُصاب، أو أن الله يريدنا نختبر حمايته لطرقنا القديمة وتأكيده على أفكارنا العتيقة. وحاول الكل التهرب من مجرد طرح فكرة أن الله غاضب من المؤمنين والكنائس.
وهذا هو السؤال الصعب الذي أتخوف من التفكير فيه أو طرحه للمناقشة والتفكير أمام الله، ألا وهو: هل الله طردنا من كنائسه؟! هل الله واضع كروبيم بسيف متقلب لمنعنا من الرجوع إلى حيث كنا أو كما كنا. حيث كانت الكنائس نقطة راحة واستجمام نفسي، حيث كانت مجال لأثبات الذات وممارسة الهوايات وحيث كانت فرصة لتنمية المهارات. أيضًا حيث كانت فرصة للمنافسات وتطبيق روادها ما تعلموه في العالم من مبادىءالصراع وطرق تحقيق المكاسب ولكن بغطاء من التبريرات الدينية وروحنة الأساليب الشريرة.
ما الذي يجعلنا نستبعد فكرة طرد الله لنا من كنائسه هل كنا بالفعل نسير بحسب مقاييسه؟ وهل كنا نُسر قلبه؟ هل كنائسنا بالفعل بيوت الصلاة والمحبة والتضحية وإنكار الذات والسلوك بالروح بعيدًا عن أعمال الجسد؟ هل لنا أن نقيم حال كنائسنا بطريقة محايدة وبأعين الله لا أعينا. هل نميل آذانا إلى صوت الله صاحب الكنيسة ورأسها وأسقفها لعله يريد أن يكشف لنا رأي آخر.
أنا لا أُقر بأن ما يحدث هو غضب من الله علينا وعلى كنائسنا بصورة مؤكدة حتى لا يرى أحد أنني أتكلم باسم الله، وبالتأكيد أن منا من سيقول أن ما يحدث لنا يحدث لكل العالم ولكل الأديان، لذلك فأنا لا أؤكد على صحة الرأي الذي أطرحه. لكني أطرح فقط سؤال أو افتراض للتفكير وللصلاة، فلماذا نستبعد هذا الأمر من أذهاننا وكأنه أمرًا مستحيلاً.
وإذا كان هذا الأفتراض صحيح وأن الله قد طردنا من كنائسه بسبب غضبه مما نفعله وأن هذا المنع ليس نتيجة لوبأ عادي بل أنه وبأ يُعبر عن غضب إلهي كما كان أيام موسى أو داود وأن الله يريد تأديبنا لأننا بعُدنا ككنيسة وكمؤمنين عن قصده ونحن نعلم "لأَنَّهُ الْوَقْتُ لابْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ..." (1بطرس4: 17). فنحن لا نختلف كثيرًا عن شعب موسى ولسنا أفضل من داود. فبالنسبة للعالم من الممكن أن يكون هذا الوبأ دينونة من الله على شر البشر وإظهار مدى صغر الإنسان ومحدوديته ومدى عظمة وقدرة الله على استخدام أصغر الكائنات لأفناء البشرية إن أراد ردًا على تآليه الإنسان لنفسه. ولكن الأهم هو ماذا من الممكن أن يُعنى الوبأ بالنسبة لنا كمؤمنين وككنائس.
إذا أتفق أحد معي على إمكانية صحة إفتراض أن هذا الوبأ تأديب للمؤمنين وللكنائس وأن الله طردنا من الكنائس كما طرد قديمًا شعب إسرائيل من أرضهم ومن هيكلهم وهدمه على يد المستعمرين، وما فعله يسوع عندما طرد أحفادهم الذين حولوا بيته الذي للصلاة إلى مغارة لصوص، فما الخطوات التي يجب أن نتخذها لوقف هذا التأديب؟ وما العمل الذي يجب أن نقوم به حتى يترأف الله علينا ويرحمنا ويُرجعنا مرة ثانية إلى بيته؟
أعتقد أن الطريق الوحيد هو ما أعلنه الله نفسه في كتابه حينما قال لسليمان: "وَإِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى شَعْبِي، فيقول الله أن الحل الوحيد في حالة حدوث هذا هو: "فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ." (2 أخبار 7: 14)