جرح تخويف القريبين
كل شخص يقوم بالبناء هناك من يحاول أن يعوقه ويمنعه من أن يكمل العمل خاصة في مجال العمل الروحي الذي يُعمل لمجد الله. وأحد الأدوات التي يستخدمونها لأعاقة من يقوم بالبناء هي "التخويف" فيحاولوا أن يبثوا الرعب في قلبه من أمور حقيقية أو وهمية، إشاعات، أكاذيب، إتهامات المهم أن لا يُكمل العمل وينشغل في التخويفات فترتخي يده. ولكن الجرح الأصعب هو عندما يكون من يخيف الباني ويحاول أن يرعبه ليتوقف عن البناء هو واحد من أخوته الذين من المفترض أن يساعدوه ويفرحون لإنجازه، وأن من يريد أن يعطله عن العمل ويوقف العمل هو أخ له. هذا أكبر جرح لأن الأشرار والأعداء أمر طبيعي أن يخيفوننا ولكن الأخ الذي كان يجب أن يكون المشجع والباني معنا أو على الأقل المتفرج الصامت هو من يقوم بالتخويف تحت مسميات كاذبة مثل الخوف عليك أو النصيحة المنطقية.
في سفر نحميا نجد الرب يثقل نحميا بعد السبي بالرجوع وبناء أسوار أورشليم، ورغم التصاريح التي مع نحميا ورغم إنجاح الرب له الواضح للعيان ورغم أن مايفعله يحمي شعب إسرائيل ويُمجد الله إلا أننا نرى في الأصحاح السادس أعداء شعب إسرائيل (سنبلط، طوبيا، جشم العربي) يحاولون تخويفه حتى يتوقف. 6: 9 "لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعًا يُخِيفُونَنَا..".إلا عندما رأوا أن نحميا متشدد بالرب إلهه ويكمل العمل العظيم دون النظر إليهم بدأوا في الاستمرار في استراتيجية التخويف لكن مع تغيير الأداة والأداة تلك المرة كانت النبي شَمْعِيَا بْنِ دَلاَيَا والذي حاول تخويف نحميا بتنبوات كاذبة ليتوقف عن البناء أو على الأقل ليخطأ ويهرب ويختبأ في بيت الرب الذي ليس من حقه أن يدخل إلى أقسامه الداخلية لأنه ليس كاهنًا.
ما فعله نحميا هو أنه لم ينزعج ويتصرف بطريقة خاطئة بل قام بالتحقق ليكتشف كذب هذا النبي وأنه تم تأجيره ليخيف نحميا. 6: 12 "فَتَحَقَّقْتُ وَهُوَذَا لَمْ يُرْسِلْهُ اللهُ لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ عَلَيَّ، وَطُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطُ قَدِ اسْتَأْجَرَاهُ. لأَجْلِ هذَا قَدِ اسْتُؤْجِرَ لِكَيْ أَخَافَ وَأَفْعَلَ هكَذَا وَأُخْطِئَ، فَيَكُونَ لَهُمَا خَبَرٌ رَدِيءٌ لِكَيْ يُعَيِّرَانِي." ولكن بقي الجرح أن من أستؤجر ليعطله عن العمل ويخيفه هو واحد من الشعب وقد تكلم باسم الله كذبًا وحاول أن يقوده للهلاك.
فما أصعب الجرح عندما يكون من أشخاص قريبين يحاولون إخافتنا لنتوقف عن العمل أو يُستأجروا لإخافتنا أو ينصحونا نصيحة تقود لآذيتنا أو يكلمونا بكلمة وكأن الله مصدرها وهم كاذبون. ولكن لا يجب أن المؤمن في ذلك الوقت يترك عمل الله بل يستمر فيه غير ملتفتًا لهؤلاء بل يزيده الأمر ثقة أنه يعمل عمل عظيم لله يُهيج إبليس ويرعبه.