مجامر المخطئين
"مَجَامِرَ هؤُلاَءِ الْمُخْطِئِينَ ضِدَّ نُفُوسِهِمْ.........." (عدد16: 38)
المجامر رمز الخدمة والعبادة الرسمية في العهد القديم، ومن المفترض أن من يحملها هم أقدس الناس والذين أختارهم الله لهذه المهمة. ولكن أحيانًا يغتصب بعض الأشرار هذه الوظيفة بدون قداسة وبدون دعوة، فيكون حامليها كما يصفهم الله بـ "المخطئين". كيف يتفق الوصف "مجامر" مع "الخطأ" فالمجمرة تعني الخدمة والعبادة، فكيف من يريدون أن يخدموا ويقودوا العبادة يخطئون بهذه الطريقة.
بنو قُورح أرادو أن يكون لهم مكانة موسى في القيادة وحق هرون في الكهنوت بدون دعوة من الله ولا تأهيل، فحملوا المجامر (المباخر) التي يعلمون جيدًا أن هرون وعائلته فقط الذين أفرزهم الله لحمل المباخر للكهنوت. فهم قاسوا أنفسهم على الأخرين (موسى & هرون) فرأوا أنفسم أفضل وأرفع وأحق، وكما قال العهد الجديد عن هؤلاء: " فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ." (رومية12: 3)
هؤلاء المخطئون أخطئوا أولاً ضد أنفسهم قبل خطأهم ضد الرب والمؤمنين والأخرين، فهم أخطأوا ضد أنفسهم لأنهم بهذا الفعل تحدوا سلطان الله وأهانوه وكأنه أخطأ عندما أختار أشخاص غيرهم ولم يخترهم وهو نفس ما حدث مع قايين، فماذا يحدث لشخص يتحدى سلطان الله؟
فلقد أخطأوا ضد أنفسهم عندما أحتقروا خدمتهم كلاويين يحملون المجامر فقط عند ترحال الشعب من مكان لمكان، فقد صغُرت هذه الخدمة التي أفرزهم الله لها في أعينهم. " وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «اسْمَعُوا يَا بَنِي لاَوِي. أَقَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ أَفْرَزَكُمْ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لِيُقَرِّبَكُمْ إِلَيْهِ لِكَيْ تَعْمَلُوا خِدْمَةَ مَسْكَنِ الرَّبِّ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ الْجَمَاعَةِ لِخِدْمَتِهَا؟ فَقَرَّبَكَ وَجَمِيعَ إِخْوَتِكَ بَنِي لاَوِي مَعَكَ، وَتَطْلُبُونَ أَيْضًا كَهَنُوتًا! " ع8 – 10 فهم أرادوا أن يبخروا بالمجامر رمز الكهنوت كما هرون.
فأحتقارهم لخدمتهم قادهم للطمع في خدمة الأخرين والنتيجة أنهم أهانوا الله الذي يوزع الخدمة والمواهب وكأنه غير حكيم أو غير عادل وتحدوا سلطان من يضعهم ويضع غيرهم في وظائف الخدمة، وصنعوا ربكة داخل جماعة الله وخسائر أرواح وممتلكات لا حصر لها.
فهل نُطهر مجامرنا من الخطأ؟ – وهل نُرجع مجمرة الخدمة لصاحبها ولمن دُعيّ لحملها؟ – وهل نشعر بقيمة الخدمة التي دعانا الله لها مهما بدت لنا صغيرة؟
#مجامر_المخطئين