جرح اكتشاف من نحن
40 يوم قضيتها في الولايات المتحدة الامريكية حيث زرت خمس ولايات مختلفة، ورغم الوقت المبارك الذي قضيته هناك في الخدمة وسط المؤمنين والكنائس والمؤتمرات، ورغم وقت المتعة والتسلية مع الاصدقاء في الفسح والتنزه بطرق مختلفة عن طرقنا في الترفيه. إلا أنه كان هناك جرح في داخلي يزداد كل يوم كلما زاد قربي من شخصيات مختلفة من الامريكان. فالتعامل مع أشخاص من عالم أخر وعن قرب يترك جرح غير مقصود وهو جرح مقارنة الاشخاص والشخصيات، العادات والتقاليد. وهذا الجرح دائما يظهر عند التعامل العميق ولمدة جيدة وكافية مع اشخاص من حضارات مغايرة. فمن خلال المقارنة بين الشخصيات والعادات في المواقف المختلفة تكتشف الصفات السلبية والاجابية للشخصية المصرية وتبدأ بالمقارنة بينها وبين شخصية الإنسان في الحضارة المغايرة.
فمن خلال التعاملات مع الامريكان مؤمنين أو أناس خارج دائرة الايمان تجد أن هناك أختلافات وتباين واضح بينهم وبيننا. فالمؤمنين تشعر بأنهم كالملائكة في بساطتطهم وتعاملاتهم السهلة للمساعدة والتشجيع بدون انتظار مقابل. نستطيع أن نلاحظ حب العطاء للجميع والتفكير في الآخرين. وحتى غير المؤمنين تكتشف أنهم مختلفون عنا في كل شيء فهم يحاولون أن يساعدونك رغم أنه ليس عملهم أو دورهم، فهم يساعدون الطبيعة والحيوانات والطيور فلماذا لا يساعدون البشر. كلامي هذا لا يعني أنه ليس بينهم شر أو فساد، ولكن حتى الشرير هو شرير لنفسه أما خارج دائرة شره فهو يتعامل بلطف ومحبة واحترام.
وبالمقارنة بالشخصية المصرية في أخر 30 سنة نرى شخصية أن الشخصية المصرية حصل لها تجريف، فلقد أصبحت شخصية المصري أنانية لا تساعد أحد إلا إذا كان هناك منفعة أو أن هذا عمل ولا مفر منه، شخصية تحسد وتكره وللاسف هذه الصفات أصبحت موجودة أيضا داخل الكنيسة، فلقد أصبحت شخصية المؤمن المصري، الذي رغم معرفته الكتابية الأكبر ونشاطاته في الخدمة الأكثر أتساعًا الا أنه أصبح طبيعي جدًا أن يحسد ويغير ويحفر لمن حوله ويشوه سمعة من يختلف معه ببساطة.
ونحن لا نشعر بهذه المشاكل طالما أننا لا نتعامل الا مع بعضنا البعض ونتعامل بنفس الصفات والمبادىء والسلوكيات، ولكن عندما نتعامل مع أشخاص أخرين من حضارة اخرى يبدأ الجرح في الظهور لأن التباين واضح وجلي. وأنا لا أتكلم هنا عن الايمان أو عمل الروح القدس داخل النفس بقدر ما اتكلم عن الشخصية وسماتها. لماذا الاشرار الامريكان يكونون أحيانًا أفضل في السلوك من المؤمنين المصريين؟!! ما هو السر في أن شخصياتهم سوية ونفوسهم في حالة شبع؟ هل لأن الاشرار الأمريكان ما زالوا متأثرين بكلمة الله وبإرثهم العظيم من الإيمان؟ وهل نحن تأثرنا بأمور سيئة أثرت في شخصياتنا حتى كمؤمنين؟ أنها مجرد تساؤلات.