جرح الجراد
من أكثر الأمور التي تسبب الجراح لأي مزارع أو فلاح هو هجوم أسراب الجراد أرضه، ونحن نعلم أن الجراد حشرة تهاجم الزرع في مجموعات كبيرة وتدمره ولا تترك وراءها أي بقية ومن هنا أصبح الجراد رمز لأي تدمير وإهلاك لا يترك وراءه شيء، فيقال: "أكل الأخضر واليابس". حتى الكتاب المقدس نجد فيه الله يستخدم الجراد كرمز لما يعمله الأعداء عندما يهاجمون شعب الله في القديم ويدمرونهم ولا يتركون وراءهم أي خير. والله عندما يريد أن يعطي رجاء لشعبه بعد ما فعله معهم الأعداء يقول لهم أنه سيعوض لهم عن السنين التي أكلها الجراد (يؤيل 2: 25).
فالأشخاص إما أن يكونوا بركة لأي مكان يتواجدوا فيه مثل إبراهيم الذي فيه تتبارك جميع قبائل الأرض (تكوين 12: 3)، أو يوسف الذي بارك الرب بيت المصري بسببه (تكوين 39: 5). وإما يكونوا كالجراد يدمرون أي مكان يتواجدون فيه ويدمرون أي أشخاص يتعاملون معهم، ولا يتركون وراءهم بقية.
ولكن المشكلة الأكبر والجرح الأعظم عندما الأمر يكون متعلق بالكنيسة أو الخدمة والخدام. عندما يصبح الخادم إذا كانت التسمية حقيقية كالجراد عندما يدخل أي كنيسة أو خدمة لا يتركها إلا وقد تم تدمير كل شيء ولا يبقي وراءه بقية، وبعض الأحيان ينظر إلى ما فعله كأنه إنجاز لم يسبقه إليه أحد وهكذا قدم خدمة يداين بها الله والكنيسة أن يترك وراءه كل شيء خراب وكل شخص مُدمر.
ما أصعب هذا الجرح للكنيسة أن الجراد الذي كان يطلق اسمه ووصفه على أعداء شعب الله بسبب الضرر الشديد (نحميا 3: 15) يكون هو الوصف المناسب لبعض الخدام، وبالطبع أنا لا أناقش إيمان الشخص فهذا أمر يخص الله ولكني أناقش الثمر فمن ثمارهم تعرفونهم فنحن يحق لنا من خلال النتائج أن نتكلم عن حقيقية دعوة خادم أو كذب هذه الدعوة للخدمة، والنتائج ليس المقصود أهمية أعداد أو أموال أو أي أمر مادي ولكن حدوث تغيير للأفضل في الخدمة المُستلمة على أي صعيد مثل نفوس تخلص أو مؤمنين يتم تلمذتهم وبناءهم وتأهيلهم للخدمة أو زيادة نمو قدرات الكنيسة المادية أو تطوير وأتساع المكان.
هذه رسالة أوجهها لكل من في حقل الخدمة لا تسمح لنفسك أن تلتصق بك صفة الجراد وأن تلتصق بخدمتك صفة الدمار فتجرح كنيسة الرب هذا الجرح الغائر بل لتتوب معترفًا بالخطأ مستردًا دعوتك الحقيقية.
ورسالة أوجهها للكنائس المحاية أحذروا من هذا النوع من الخدام، ولا تقبلوا أن تستمر كنيستكم في أن تكون طعام لهذا النوع من الجراد.
الأحد فبراير 14, 2021 5:49 am
