هذا الشهر يحتفل الجميع بعيد الحب، والكل بسعادة يتوقع من الأحباء هدايا تعبر عن حبهم له، فهو على استعداد أن يتغاضى عن القيمة المادية للهدية طالما أنها جزء من قائمة الأشياء التي تسره.
ولكن حدث الأتي مع أحدهم في عيد الحب....
الحبيب أنتظر من حبيبه هدية في عيد الحب وإذ به يقدم له هدية من نوع خاص ... أنه يوبخه..... لا أنه يضربه..... لا أنه يجرحه. تفاجأ الحبيب بما فعله حبيبه فظنه لا يحبه بل يكره لأن الهدية المنتظرة كانت على غير هواه وليست من قائمة مسراته، فما أصعب جروحات المحب وما أقوى ضربات المحب وما اقسى توبيخ المحب. فهدية المحبين لا تُفهم عندنا إلا من وجهة واحدة وهي الأمور المحببة إلى نفوسنا (الهدايا، الورود، كلمات المديح).
ولكن الكتاب المقدس يتكلم عن نوع أخر من هدايا المحبين في عيد الحب فيقول: "أمينة هي جروح المحب وغاشة هي قبلات العدو." (أم 27: 6)، وأيضًا يقول: "ليضربني الصدّيق فرحمة وليوبخني فزيت للرأس....." (مز141: 5). فالثقة في الحبيب تفسر الفعل، فليس الفعل الظاهر هو المهم بل الهدف الباطني. فالجروح هي جروح مُحب لذا فهي أمينة، والضرب والتوبيخ صدرا من صدّيق لذا فهما زيت (علاج، زينة) للرأس.
فوسط عالم ملىء بالنفاق يعتبر الكتاب المقدس أن الجروح التي تصدر من المحب لصالحي هي أقيم كثيرًا من القبلات الغاشة الصادرة عن الأعداء، بل أحيانًا يكون ضرب الحبيب الصدّيق "الصالح" رحمة وتوبيخه كالزيت بالمقارنة بتملق الأعداء أو الكارهين الذين لا هدف لهم إلا الآذى ولكن بطرق مستترة وأحداها هو ترك الشخص يتعرض للآذى وعدم تحذيره بالجرح أو الضرب أو التوبيخ لئلا يفيق.
فهل تشجع أن تكون هديتك من الأحباء في عيد الحب شيء أخر غير ما تعودت عليه طالما أنه ممن يحبك، وطالما أنه لصالحك.