من أشعل النار؟!
" إذا خرجت نار و أصابت شوكًا فأحترقت أكداس أو زرع أو حقل فالذي أوقد الوقيد يعوض." (خر22 : 6)
ما هو التعويض الذى يستطيع أن يقدمه من يشعل نيران الخطأ أو الشر،وجعل نفوس المؤمنين وسط شعلة من نيران الجحيم.
فالذنب حتى إن تنوع تقديره بسيط أم شديد،ولكن النتائج فى كل الأحوال يتعذر معالجتها.
حتى بعد الغفران لمن تسبب فى العثرة،فأى حزن سوف يستعيد ماحدث،فهو لن يستطيع أن يرجع الآذى الذى تسبب فيه.
فالشر مثل لهب الشمعة إذا قضينا سنوات لتغير طبيعته و تحسين سماته فلن يحدث شيئًا.
فإن كان حرق زرع و طعام إنسان هو شىء سىء فكم بالحرى يكون اسوأ تدمير نفس إنسان.
لذلك قد يكون مفيدأ لنا أن نفكر مليًا فى الآذى الذى تسببنا فيه فى الماضى أو الحاضر فيتكون داخلنا رفض لهذا الشر أن يدمر فى المستقبل أقاربنا أو أصدقئنا أو جيراننا.
فنيران الغضب شر شديد عندما تشتعل فى الكنيسة.
فكيف حيث يخلص الكثيرون،وحيث يتمجد الله يكون هناك الحسد والغيرة الشريرة أكثر تأثيرًا.
فحيث يتم رعاية البذرة الذهبية(المحبة)تكون المكافأة لتعب بوعز بيتًا عظيمًا،و لكن إذا أتت نار العداوة فلن تترك إلا دخان و ركام الظلام و الكأبة،فويل لهؤلاء الذين تأتى بواستطهم العثرات.
فإذا أتت العثرات من خلالنا فلن نقدر أن نعيد الأمور والأوضاع إلى ما كانت عليه فى السابق،و بالتأكيد إذا كنا على رأس المعثرين فسنكون أيضًا على رأس المتألمين.
فهؤلاء الذين يغذون النيران يستحقون اللوم وذلك عدلاً لهم،ولكن الذين يشعلون النيران اولاً ومن البداية فهؤلاء يستحقون أكثر من غيرهم ما هو أكثر من اللوم.
فالأنشقاق جريمة كبرى أمام عروش الملوك،وهو كذلك أمام الرب.
فالأنشقاق ينشأ و يُربى فى حضن المعلمين الكنسيين المرائين وينتشر للأسف وسط الأبرارو القديسين.
فهو يهب كرياح الجحيم و لا أحد يعلم أين سينتهى به المطاف.
آه .. يارب
يا معطى السلام للجميع أجعلنا صانعى سلام،ولاتدعنا أبدًا أن نكون مساعدين أو مدعمين لغضب الإنسان داخل بيتك،أو حتى بغير تعمد نكون سبب لأدنى إنقسام وسط شعبك.
تشارلس اسبرجن – كتاب مساءً و صباحًا
ترجمة بتصرف
القس جوزيف موريس