كثيراً عندما نُجرح نتشرنق حول ذواتنا منفصلين عن من حولنا، وعندما يحاول أحدهم الأقتراب منا يكون لسان الحال للجميع ...... عفواً أنا مجروح ! أو بالأحرى.... عفوًا أنا خارج الخدمة لأني مجروح!. فيرفض أي أقتراب من أي شخص ليصبح المجروح خارج الخدمة.
فهو خارج المسئوليات العائلية لأنه مجروح
وهو خارج العلاقات الإنسانية لأنه مجروح
وهو خارج العبادة الروحية لأنه مجروح
والمشكلة ليست توقف الحياة بالنسبة للشخص ذاته لكن توقف الحياة أيضًا للذين من حوله المرتبطين به.
فالأب يترك مسئوليته لأنه مجروح فيؤثر على أولاده.
والصديق يتجنب صديقه لأنه مجروح فيؤثر على أصدقاء.
والخادم يترك خدمته لأنه مجروح فيؤثر على المخدومين.
ولكن دعونا نتذكر الرب يسوع وهو مجروح والناس يقولون عنه أن به شيطان وأنه أكول وشريب خمر، لم يرفع لافته كتب عليها (عفوًا أنا خارج الخدمة لأني مجروح) ولا حتى عندما خانه خاصته هاتفين أصلبه ولا حتى أثناء السخرية منه وهو معلق على الصليب، لكنه كان دائماً حتى وهو مجروح جاهز للخدمة والمساعدة يشفي... يقيم موتى...... يخلص من الخطايا.
وليس أثناء خدمته فقط بل حتى الأن عندما نجرحه نحن بأعمالنا وتصرفاتنا ثم نصرخ إليه في ضيقاتنا نجده متاح لنا في كل الأوقات.
نحتاج أن نفصل بين الشعور بالجروح وبين أن نصبح خارج الخدمة، فالمسئوليات التي علينا لا ترتبط بما نشعر به، ولا المسئولين منا لهم ذنب فيما نمر به.
فهذه دعوة لكل من يشعر بأنه مجروح بأن يعرف أن يتغلب على مشاعره رغم قوتها ليطلب لا ما لنفسه بل ما هو لغيره، فيطلب مصلحة من حوله والمسئولين منه.
ولكن كيف؟!
- بتفهم أن الحياة طبيعتها التغيير بين الحزن والفرح، الألم والراحة، الجروح والشفاء.
- بالثقة في أن الله قادر أن يُعين الشخص فيداوي جروحه حتى يعبر محنته.
- بالنظر إلى الأخرين واحتياجتهم وجراحهم ومحاولة مساعدتهم.