"وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ عَلَى شَاوُلَ فَأَصَابَهُ الرُّمَاةُ رِجَالُ الْقِسِيِّ, فَانْجَرَحَ جِدّاً مِنَ الرُّمَاةِ .........فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ." (صموئيل الأول 31: 3،4)
شاول الملك هو أول ملوك اسرائيل، وفي نهاية حياته هُزم في المعركة وجُرح، فما كان منه إلا أنه انتحر بالسقوط على سيفه.
كان من الممكن أن شاول وهو مجروح يتوقع بعض الخيارات الجيدة من الله مثل: أنقاذ الله له أو نجدة شعبه أو حتى الذهاب للأسر ثم الرجوع مرة اخرى فتشفى جروحه ويقف على رجليه من جديد ليبدء بداية جديدة. ولكن مشكلة شاول كانت فقدانه للرجاء في الله، فوجد أن الحل والخيار الوحيد هو أن ينتحر، فهو لم يقبل أن يعيش مجروح لأنه لم يقدر أن يتخيل ما يقدر أن يفعله الله له.
وهذا للأسف ما يفعله كثير من المؤمنين أعضاء الكنائس والقسوس أيضًا، فعندما يُجرحون ينتحرون. وأنا لا أقصد هنا الانتحار المادي بأنهاء الحياة، ولكن أقصد الانتحار الروحي والمعنوي. أي أن هناك:
بعض المؤمنين عندما يُجرحون من أخوتهم في الكنيسة يقدمون على الانتحار بترك الكنيسة.
وبعض الخدام عندما يُجرحون من أخوتهم في الكنيسة يقدمون على الانتحار بالخروج من الخدمة.
وبعض القسوس عندما يُجرحون من أخوتهم في الكنيسة يقدمون على الانتحار بالتخلي عن دعوتهم.
فللأسف لعدم أمتلاكهم الرجاء في الرب والتوقع الإيجابي لأمور عظيمة يستطيع أن يصنعها لهم أثناء جروحهم ينتحرون.
فترك العضو المجروح للكنيسة بيت الرب (أقصد عدم الذهاب حتى لكنيسة أخرى) وجماعة المؤمنين هو انتحار بالنسبة للمؤمن.
وخروج الخادم المجروح من الخدمة نهائيًا(أقصد عدم الخدمة بأي طريقة أخرى) هو انتحار بالنسبة للخادم.
وتخلي القسيس المجروح عن دعوته الإلهية للخدمة (أقصد عدم الخدمة بأي طريقة وفي أي مكان بتكريس كامل) هو انتحار بالنسبة للقسيس.
فلا تجعل جروحك تقودك للانتحار، بل ترجي وتوقع من الله أمور عظيمة يستطيع أن يفعلها في حياتك وظروفك وجروحك.
القس جوزيف موريس