هذه حالة مشورية مع راعي جاء لمقابلتى بسبب معاناته من شعب كنيسته ، ولأن السرية التامة من أهم قوانين المشورة فقد بذلت قصاري جهدي في صياغه الحديث حتي يصعب علي القارئ تخمين من يكون الأشخاص من بعيد أو من قريب ، وسأرمز في الحوار إلي الراعي كمستشير( طالب المشورة ) بحرف
" س " ، و لي كمشير بحرف " م ".
حوار الجلسة:
م: اهلا وسهلا ......... كلمتني في التليفون بأن حضرتك تريد أن تحكي معي.
س: اشكرك علي اتاحة هذه الفرصة لى.
م: ممكن حضرتك تعرفني بنفسك.
س: انا اسمي ؟؟؟؟؟ ، في اواخر الثلاثينات ، متزوج وعندي 2 اولاد ذكور (نهاية اعدادي وثانوي) وزوجتي تعمل وانا اعمل قسيس.
م: قلت لي انه توجد مشكلة تؤرق عليك حياتك، أود أن اسمع منك.
س: صدقني مش عارف ابدأ ازاي فأنا احب الله واعمل قسيس منذ ما يقرب من 6 سنوات وقد باركي الرب كثيرا ، إلا انه في السنتين الاخيرتين بدأت معاناتي.
م: لماذا .......... وكيف ؟
س: في بداية عملي كراعي للكنيسة تفانيت في خدمه الشعب، وبذلت قصاري جهدي لاظهار محبة الله للشعب ،وكنت افعل ذلك عن طيب خاطر وبفرح ،إلاانني كثيرا ما كنت اشعر بأن الشعب لا يبالي بي وبمشاعري.
م: كيف ؟ هل لك ان تشرح لي.
س: بدأ الناس ينتقدوني انا واسرتي وبخاصة اولادي في كل تصرفاتنا.
م: مش فاهم هل ممكن حضرتك توضح .
س: تخيل ان كل تصرف من تصرفات اولادي بالرغم من انها تصرفات عادية لمن في سنهم الا انهم دائما يسمعون الناس يقولون لهم " شوفوا اولاد القسيس " وهذا جعل اولادي يتأثرون بطريقة غير مباشرة من الخدمة والكنيسة والشعب.
إن الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل كثير من الاعضاء لم يسألوا عنا في ظروف الحياة وكأننا كأسرة اصبحنا لا نمثل لهم اي قيمة.
وزاد انتقادهم لنا في كل صغيرة وكبيرة ،في خروجنا ودخولنا ..... واصبحت اشعر بأن عملي كراعي سبب متاعب كثيرة لاسرتي، فأصبحنا كأننا تحت الميكروسكوب في كل تصرف وكأننا لسنا كباقي الاعضاء.
وكأن اولادي يحتاجون ان يتصرفوا كناضجين بدلا من مراهقين. المشكلة ان اولاد الاعضاء اللي متقاربين مع عمر اولادي يعملون تقريبا نفس التصرفات التي اراها طبيعيه جدا بحكم السن ،الا اننا نجد تعليقات الناس مختلفة عن تعليقاتهم بخصوص اولادي.
م: انا حاسس بيك جدا لان هذا الامر صعب ان يشعر الراعي ان الاعضاء والناس متحاملين جدا عليه دون سبب.
س: صدقني انا ابذل كل امكاناتي لخدمة الكنيسة والاعضاء.
م: هل تكلمت مع هؤلاء الاعضاء ،أو اكبرهم عمرا او مركزا ، أو احد الخدام المتقدمين في الكنيسة.
س: نعم لكن للأسف كانت الردود واهية --- فمثلا قال احدهم " طبعا .... يجب ان يكون اولاد القسيس مختلفين عن اولادنا واولاد الناس الاخرين حتي اذا كانوا مراهقين او اطفال.
م: هل فكرت انه قد يكون الاعضاء علي حق فيما يخص تصرفات اولادك.
س: لقد باركني الله ببعض الدراسات المرتبطة بالعلوم الانسانية ( علم النفس و الاجتماع و التربية) وانا اتبع كل المبادئ الكتابية والعلمية التي درستها في علاقتي بأولادي، بل ان كثير من اولاد الاعضاء يأتون لي بحكم اني راعي لهم ويحكون لي كم هم يعانون من اسلوب معاملة زويهم معهم ، وكثيرا منهم يقولون لاولادي انهم يتمنون لو ان ابائهم يعاملونهم كما اعامل ابنائي .
م: هل فكرت في حلول مختلفة تجاه هذه المشكلة.
س: فكرت ان اترك الخدمة وان اعمل اي عمل اخر بالرغم من تأكدي لدعوة الله لي، أو ان اترك الكنيسة وابحث عن غيرها ، الا انني اتخيل ان هذا مجرد تغيير مكان ، فأنا سوف اواجه نفس المتاعب ايضا.
م: هذا فقط .... لم تفكر في امور اخري.
س: فى الحقيقة .. انا من كثرة الضغوط والمشاكل توقف ذهني عن ايجاد حلول بديلة.
م: ماذا لو كانت هناك بعض الندوات التي تدعو فيها بعض الخدام الاخرين المتخصصين في هذا المجال وتكون انت حاضر فيها مع اعضاء الكنيسة.
س: فكرة جديدة لم افكر فيها.
م: فما رأيك لوتناقشت مع الاعضاء او انك تشارك من تثق فيهم من اعضاء كنيستك عن متاعبك.
س: انني جاءتني فكره بان ادمج الفكرتين معا ، اقوم بدعوة الاشخاص المتخصصين لعمل الندوه ويكون من ضمن البرنامج مجموعات مشاركة.
م: هذا رائع كمجموعات التعافي مثلا.
س: ومع مرور الوقت علي الاقل اكون قد شاركت الاعضاء المشتركين بمشاعري المجروحة ويكون اولادي تخطوا مرحلة المراهقة.
م: هذا رائع ، وسوف انتظر حضرتك لكي اسمع اخبارك الجديدة.
س: انا اريد ان اشكر حضرتك لقد اعطيتني فرصة بأن اري الامور بطريقة فيها امل ،وجعلتني اعبر عن مشاعري المجروحة ، وساعدتني ان اعيد تفكيري في ترك الخدمة، وانا عندي رجاء ان الامور قد تتغير الي الايجاب فليس مستحيل عند الله شىء.
م: ايضا يمكنك اخذ اجازة اسبوع او اسبوعين مع اسرتك بين الحين والاخر لتجديد نشاطكم.
س: لا توجد كلمات اشكر حضرتك بها علي هذه الفرصة.
م: اشكر حضرتك علي اعطائي هذه الفرصة الرائعة ، وانا اشكر الرب علي اتاحته هذه الفرصة لى لاتعرف بحضرتك ..... اشوفك علي خير .. مع
السلامة....
الى اللقاء مع جلسة مشورية لاحد اعضاء الكنيسة