" و رأى افرايم مرضه و يهوذا جرحه فمضى افرايم إلى اشور و ارسل إلى ملك عدو و لكنه لا يستطيع أن يشفيكم و لا أن يزيل منكم الجرح". هوشع 5 : 13
ما من انسان يُستثنى من الجروح ، حتى المؤمنين ، و لكن.... رد فعل الانسان اثناء جروحه و ماذا يفعل فى ذلك الوقت يُظهر حقيقة جوهره ، إن كان مؤمن حقيقى أو مجرد متدين، و حتى المؤمن يظهر نضجه فى هذا الموقف.
فمن المعروف أن الجريح يُسرع إلى اقرب طبيب ليضمد جرحه ، فإما أن يكون الطبيب ماهرأً فيقدم له الرعاية الامينة و يرفد جراحه ، و إما يتسبب فى مأساة لهذا المجروح.
لذا فالجريح يحدد مستقبله باختياره لمن يعالجه.فالامر أخطر مما نتصور.
لذلك يحذر الرب شعبه فى القديم ( افرايم ، يهوذا) بسبب انهم عندما يُجرحون يمضون إلى الاتجاهات الخاطئة ( اشور العدو) ،والنتيجة هى عدم الشفاء.
بل اننا نشعر بغضب الله فى نبرة كلامه لشعبه ، فالله يعتبر أن توجه الأنسان المؤمن فى وقت جروحه لاى شخص غيره يُعتبر اهانة.
فهذا امر يُحزن قلب الله انه اثناء جروح اولاده لا يلجأون اليه بل إلى اتجاهات اخرى غيره.
ونحن كثيرا ما نفعل نفس الشىء اثناء جروحنا، فاننا نتجه الى اتجاهات مختلفة غير الله لنتلمس الشفاء.
فالبعض يذهب اثناء جروحه إلى : ذاته و البعض إلى الناس و اخرين إلى مباهج العالم و احتمال أن يتجه البعض للشيطان فى صورة العرافين أو السحرة ... الخ.
و لكن تعالوا لننظر احد المجروحين فى الكتاب المقدس، بل اشهر المجروحين من البشر وهو " ايوب " .
- اين ذهب ايوب اثناء جرحه؟
لم يذهب للبشر . فحتى الاصدقاء الذين تبرعوا لتعزيته و شفاء جروحه كانوا سبب تعب له و ليس شفاءه. " معزون متعبون كلكم" ايوب 16 : 2
ولم يذهب إلى العالم و مباهجه، فلم يلجأ للمسكرات أو المخدرات أو اماكن اللهو لُيشفىَ أو حتى لينسى جروحه كما يفعل الكثيرون .
ولم يلجأ للشيطان ممثلا فى المنجمين او العرافين ، كما لجأ شعب اسرائيل
" و اذا قالوا لكم اطلبوا الى اصحاب التوابع و العرافين المشقشقين و الهامسين ،الا يسأل شعب الهه ......" اش 8 : 19
بل الشخص الوحيد الذى ذهب اليه، ووجه كلامه اليه، و انتظر منه شفاء جروحه كان " اللـــــه " ايوب 42 : 4 "...... اسألك فتعلمنى. "
و بالفعل فقد وجد فى الله الطبيب الحقيقى لجرحه .
فلقد شفى الله ايوب و ذلك بــ ( اجابة اسئلته و التحاور معه ،بالدفاع عنه امام اصدقاءه ، بالتعويضات الروحية و المادية)ايوب 41 ، 42
لذا فسؤالى اليك ايها المجروح ( اى ان كنت ) إلى اين تذهب بجروحك؟
و فى هذا المقال أحب أن أقدم خطوات عملية عن: اين اذهب عندما اكون جريح؟:
1- الله: فالله هو اول و اعظم شخص تستطيع أن تشارك معه جراحك ، و هو الوحيد الذى يستطيع أن يشفى و يرفد جروحك، بل هو من فى المسيح يسوع جُرب فى كل شىء مثلنا.
" لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة و نجد نعمة عونا في حينه ."عب 4 : 15 ، 162-
2- مشير روحى: من نعمة الله انه جعل لنا فى الكنيسة مرشدين و اباء روحيين يستطيعون أن يمدوا لنا يد المعونة ،بالصلاة و الارشاد و الشركة ." اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله.. ..." عبرانيين 13 : 73-
3- شركة الاخوة المؤمنين:من أهم العلاجات التى يستخدمها الرب فى وقت جروحنا هم جماعة المؤمنين و الشركة معهم ( فى حالة الجرح من اخوتى فى الكنيسة ، استطيع ان اتمتع بشركة اخوة مؤمنين فى اى مكان اخر، حتى لو كان بصورة مؤقتة). " غير انكم فعلتم حسنا اذ اشتركتم فى ضيقتى." فيلبى 4 : 14
فيا ليتك عزيزى المجروح أن تأخذ قرارك الأن ..... اننى لن اذهب فى اتجاه خاطىء بل أعرف إلى من الجأ.
القس / جوزيف موريس
ملحوظة :
انتظر من كل القراء ان يشاركونا الاقتراحات عن:"اين نذهب وقت الجروح؟ " .