حالة مشورية: عضو كنيسة مجروح
جاءنى شخص يشكو الىَّ انه مجروح من كنيسته المحلية ، و انه يفكر بجدية بأن يترك الكنيسة و يبحث عن اخرى ليكون عضواً فيها، أو أن يعبد الرب فى البيت دون أن يذهب لأى كنيسة مكتفياً بمشاهدة بعض العظات على شاشات التلفاز.
و قد ادهشنى أن هذا الشخص من نفس الكنيسة التى كان منها الراعى المجروح، و الذى شاركت قراء المنتدى الافاضل بحالتة فى الشهر الماضى.
و سوف ارمز لهذا العضو كمستشير بحرف " س " و لى كمشير بحرف " م "
وكالعادة لقد بذلت قصارى جهدى فى صياغة الجلسة بطريقة حتى لا يتسنى لاحد أن يعرف الأشخاص أو الكنيسة حفاظاً على اهم قوانيين المشورة و هى ( السرية التامة ).
م : اهلا و سهلا.
س : اشكرك على وقتك و السماح لى بان اتقابل مع حضرتك.
م : اهلا بيك – فالمركز الـ ....... للمشورة هدفه خدمة و مساعدة اى إنسان يحتاج إلى المساعدة. فالرب اوجدنى هنا للخدمة .. فكل الفضل يرجع لله الذى ساعدنا لفتح مركز المشورة ... المهم .. قلت لى أنك تعانى فى كنيستك و تفكر فى تركها.
س : نعم .. أنا أحب كنيستى.. إلا اننى لا استطيع أن استمر فيها ، و أعانى من تفكيرى فى أن أتركها.
م : عظيم .. لكن ممكن أتعرف بك اولاً.
س :انا فلان .. عمرى 30 سنة – اعزب – اعمل فى صيانة الاجهزة الالكترونية.
م : ما هى علاقتك بالكنيسة؟
س : أنا عضو بها منذ 10 سنوات ، و خادم فيها منذ ما يقرب من 6 سنوات.
م : هل من الممكن أن تحكى لى عن خدمتك فى الكنيسة؟.
س : كانت خدمتى من بدايتها فى اجتماع اعدادى ، إلا اننى اخدم الأن فى اجتماع الشباب.
م : هذا يعنى انك تعرف أو على علاقة بكثير من اسر الشباب الذين تخدم بينهم.
س : نعم فأنا لى علاقة بمعظم اعضاء الكنيسة تقريبًا.
م : إذا كانت الامور كما تذكر ،فلماذا تود أن تترك الكنيسة؟.
س : كنا نعتبر أنفسنا ككنيسة أننا من أفضل الكنائس المحلية على الاطلاق ، فنحن كنا نتفاعل بفكر الجسد الواحد.
م :و ماذا حدث؟.
س : تغيرت الامور بدرجة كبيرة ، فاصبحنا نتصيد الاخطاء لبعضنا البعض ، هذا بالاضافة إلى أن هناك بعض الامور التى تسببت فى سوء الفهم بين الراعى و مجموعة من الشباب أنا من ضمنهم ، فلقد قام بعض الشباب بتوصيل اخبار خاطئة للراعى و بطريقة سيئة جعلت الراعى يأخذ موقف سلبى منى فى كثير من الامور.
م :هل تكلمت مع الراعى فى هذه الامور أو حاولت أن توضح حقيقة الامور أو حتى تعتذر و تعلن توبة لو ُطلب منك ذلك؟.
س : بالنسبة لى مشكلتى اننى جُرحت من سوء الفهم ، و أن الراعى تجاوب مع الاخوة الاخرين.
م : هل من الممكن أن تحكى لى عن اسرتك؟
س: مش فاهم .. من اى اتجاه.
م :هل تعيش مع اسرتك .. ام بمفردك؟.
س : اعيش مع ابى و امى و اخوتى .. لى اخ و اخت و جميعنا لم نتزوج إلى الان وأنا أكبر اخوتى.
م : هل حدث اى سوء فهم أو عدم تفاهم مع عائلتك خلال الــ 30 سنة سنى حياتك؟.
س : كثير ما يحدث سوء فهم بينى و بين والدى إلا انه يزول سريعاً.
م : هل فكرت أن تترك اسرتك حينما يحدث سوء فهم بينك و بين والدك أو أى فرد من الاسرة.
س :لا طبعا.
م : لماذا؟
س : لانه مهما يحدث داخل الاسرة يجب على الانسان أن يحاول أن يتكيف و يتفاعل بطريقة اجابية مع كل ظروف الاسرة ..فاننا عائلة واحدة.
م : هل الكنيسة المحلية تعتبر اسرة ام لا.
س : بالطبع اسرة لأن الكتاب المقدس يقول أننا اعضاء فى جسد المسيح ، و المسيح الرأس لجميعنا.
م : لماذا لا تحاول أن تأخذ خطوة ايجابية فى العتاب مع الاخوة أو الراعى كما يقول الكتاب، و تتمسك بالكنيسة و لا تتخلى عن دورك فى الاسرة ( الكنيسة المحلية ) ، فكما انك رفضت فكرة ترك الفرد لاسرته مهما كانت الظروف فهكذا إذا اعتبرت أن الكنيسة هى عائلتك فأعتقد انك يجب أن تفكر بمنظور جديد فى مسألة الترك.
س : حضرتك على حق لو اعتبرت الكنيسة اسرة .. فلا يمكننى أن اتخلى عن اسرتى حتى لو وجدت سوء فهم أو اى مواقف صعبة.
م : تخيل لو ترك كل مجروح اسرته لفوجئنا بكثير من الشباب و الشابات و الاباء او الامهات تترك اسرها، و هناك تهديد بانحلال الاسرة و تفككها.
س : فعلا .. و حتى لو ترك الشاب بيته لظروف معينة فيكون لفترة ثم يرجع مرة اخرى.
م : فعلا فيجب أن نحتمل بعضنا البعض.. و لو فكر كل شخص أن يترك كنيسته لكل سبب أو بسبب جروح معينة لفوجئنا بالكثير من المؤمنين غير منتمين لكنائس محلية، و تفكك كثير من الكنائس.
س : عندك حق فانا اعرف شخص ينتقل كل سنتين تقريبا لكنيسة مختلفة.
م : الله اسس 3 مؤسسات هى ( الاسرة ، الدولة ، الكنيسة المحلية ) و قد يستخدم الله الظروف الصعبة التى نجتازها فى علاقتنا داخل الاسرة أو الكنيسة المحلية لنمونا و نضج شخصياتنا ، لكن يجب أن تكون ردود افعالنا ايضاً كتابية .... فيمكنك أن تعاتب من ُجرحت منهم أو حدث سوء فهم معهم... مع قرار احتمالهم و حبهم و محاولة التكيف معهم.
س : اشكرك يا حضرة القسيس – سأتعامل مع الامر الأن بالمنظور الجديد الذى كشفته لى – سلام
م : سلام الرب معك و سوف اصلى لاجلك
القس / وجيه شاكر