بدأنا بنعمة الله سنة جديدة- كل عام وجميع القراء وأعضاء المنتدى بخير.
الجميع خرج من سنة 2012 وهو يلهث منقطع الأنفاث بسبب ما جرى في تلك السنة من مأسي وجراح، لذا فالكل ينظر للسنة الجديدة ويتمنى أن تختلف عن سابقتها. فهناك أناس منعدمي الرجاء يرون أن السنة الحالية بالضرورة ستكون اسوأ من سابقتها وستزداد المأسي والجروح، وهناك أخرون مفرطون في الرجاء فيحلمون أن هذه السنة ستكون سنة كلها راحة وخير وستنعدم فيها المشاكل والجروح وكأننا سنعود مع أدم وحواء في الجنة.
ولكن دعونا ننظر للأمر بموضوعية:
السنة الماضية رغم كل ما احتوته من مشاكل وجراح إلا أنها أيضًا امتلئت ببركات الله واحسانه ومواقف رائعة في حياة كلا منا، فلم تكون سوداء بالتمام والدليل إننا ما زلنا أحياء وقد دخلنا سنة جديدة. والسنة القادمة رغم ثقتنا في وعود الله ومعيته وجوده إلا أنها طالما على الأرض فلن نعيش في الجنة الأرضية ولا النعيم السماوي بل على أرض ملعونة ولكن مع معية إلهية.
أذن فالرجاء (ما نتوقعه ونأمل فيه) الواقعي (أي الذي يضع في حساباته أننا مازلنا في الحياة الأرضية ولم ننتقل إلى النعيم الأبدي) هو أن هذه السنة الجديدة ستكون رائعة بنعمة الرب وعنايته، وحتى إن تعرضنا لجروح فهناك يديه المثقوبتين لتداوي هذه الجروح ولتحولها لأختبارات رائعة للمسات الرب لنا.
فهي لن تكون سنة بلا جروح ولكنها في ذات الوقت لن تكون بلا شافي الجروح.
فلا يجب أن نتشائم كأننا بلا إله يتدخل لخير أبناءه، ولا في ذات الوقت نضع رجائنا في غير الله من سياسة أو اقتصاد أو نُظم وكأن الأرض ستتحول إلى جنة غناء. فحتى الناس الذين يعيشون في البلاد المتقدمة (أمريكا وأوروبا) – الذين هم موضع حسدنا- مرت السنة الماضية عليهم بجروح متعددة من: مأساة أعصار ساندي إلى حادث المدرسة وقتل الأطفال وحوادث التعدي على دور عبادة .....إلخ.
فالأرض هي الأرض لن تتغير....والرب هو الرب لا يتغير.