مقالة شهر يناير 2017م: جروح التجاهل: الاحتفال بالمسيح أم ببابا نويل
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 55 الموقع : Admin
موضوع: مقالة شهر يناير 2017م: جروح التجاهل: الاحتفال بالمسيح أم ببابا نويل الأربعاء يناير 11, 2017 6:17 am
جروح التجاهل: الاحتفال بالمسيح أم ببابا نويل من أكثر الجروح وجعًا للإنسان هو الشعور بتجاهل الآخرين له. فأي جرح يكون عندما يتجاهل الزوج زوجته وكأنها غير موجودة، أو الأولاد أبواهم وكأنهما ماتا، أو حتى تجاهل الدولة للناجحين والمتفوقين والمخترعين، أو تجاهل الكنيسة للخدام الأمناء الأكفاء، فالتجاهل جرح شديد لا يتقبله أحد أي إن كان من يقوم بتجاهله. في البلاد الأوربية وفي امريكا أيضًا تم ملاحظة أنه أصبحت الشخصية المحورية في عيد الميلاد "الكريسماس" هو بابا نويل، فالاطفال ينتظرونه بهداياه، والميديا تصدح بأغاني عن مجيئه بزلاجته محمل بالهدايا، وحتى الكبار فهم يرتدون ملابسه وهم يضيئون الشجرة... وكثيرون أصبحوا يطلقون على هذا العيد بدلاً من "الكريسماس" أي عيد ميلاد المسيح، عيد "بداية الشتاء"، وذلك ليتجنبوا ذكر اسم المسيح أو أرتباط العيد به، وكأن العيد أصبح نويلماس لا كريسماس، وكأن العالم يحتفل ببابا نويل متجاهلاً المسيح مولود المزود والصاحب الحقيقي للعيد. فالمسيح صاحب العيد تم تجاهله تمامًا وكأن هؤلاء الناس لا يريدونه في حياتهم، فكثير من أطفال هذه الدول ينتظرون بابا نويل الذي يقدم الهدايا، ولا يعرفون بابا يسوع الذي قبل من المجوس هداياهم (الذهب واللبان والمر)، ومازال يقبل هدايا الناس.. قلوب مكرسة له. فما هو شعور الرب يسوع عندما نتجاهله حتى في ذكرى عيد ميلاده، والذي فيه من المفترض أن نتذكر كيف ضحى وأتى إلى عالمنا وحل بيننا كما يقول يوحنا الرسول "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً." (يوحنا1: 14) وكيف تنازل بأخذه صورة عبد وصيرورته في شبه الناس، كما يقول بولس الرسول "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." (فليبي 2: 5- . أليس هذا جرح كبير نجرحه به عندما نتجاهله وهو الذي لم يتجاهل هلاكنا وجاء إلى أرضنا مولود في مزود ليصبح ذبيحة لتكفير خطايانا وأنقاذنا من الهلاك. فهل ننهي تجاهلنا له ونقدم كخطاة قلوبنا هدية له، وكمؤمنين تكريسنا له... ولنتذكر أنه هو صاحل العيد لا بابا نويل.
مقالة شهر يناير 2017م: جروح التجاهل: الاحتفال بالمسيح أم ببابا نويل