مقالة فبراير 2017م: جروح الكنيسة (جراح الأخفاق في الحفاظ على المصالحة كهدف أساسي للتأديب الكنسي)
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 55 الموقع : Admin
موضوع: مقالة فبراير 2017م: جروح الكنيسة (جراح الأخفاق في الحفاظ على المصالحة كهدف أساسي للتأديب الكنسي) الخميس فبراير 16, 2017 5:13 am
جروح الكنيسة (جراح الأخفاق في الحفاظ على المصالحة كهدف أساسي للتأديب الكنسي) ذكر عالم اللاهوت المعاصر وين جرودم في كتابه في اللاهوت النظامي وحسب اسمه في اللغة العربية "بماذا يفكر الإنجيليون في أساسيات الإيمان المسيحي- ج3" مرجع اسمه القديم "شفاء المجروح Healing the Wounded" كتبه جون وايت وكن بلو حول التأديب الكنسي. وقال: أن الكتاب كان يشير إلى أن الأخفاق في الحفاظ على المصالحة كهدف أساسي للتأديب الكنسي، أدى إلى الكثير من الإساءات في تاريخ الكنيسة. التأديب الكنسي جزء مهم للحفاظ على نقاوة كنيسة المسيح رأسها - المقصود الكنيسة المحلية والمنظورة - فالكنيسة الغير نقية في التعليم والسلوك تأتي بالمهانة لرأسها المسيح، أما الكنيسة النقية والتي يثبت أعضاءها في الإيمان المستقيم ويسلكون بقداسها فأنها تأتي بالمجد للمسيح رأسها. (رو2: 24). والهدف من التأديب الكنسي هو استعادة المؤمن الذي ضل، ومصالحته، وربحه مرة أخرى للجماعة (غل6: 1/ يع5: 20). وأيضًا تطويق الخطية لمنع انتشارها للآخرين، فيجب أن الخطية تُحاصر حتى لا تمتد إلى الآخرين (عب12: 15 / 1كو5: 1- 7/ 1تي5: 20 / غل2: 11). فعدم تأديب شخص أخطأ - اي ما كان الخطأ: الخطية الشخصية (مت18: 15 – 20)، انقسام (رو16: 17/ تي3: 10)، سفاح القربى (1كو5: 1)، التكاسل ورفض العمل (2تس3: 6- 10)، التمرد على التعليم المستقيم (2تس3: 14، 15)، الهرطقات العقائدية (2يو10، 11) - يجعل الكنيسة عاجزة عن التأديب ضد أي خطأ مشابه. وقد أوضح الكتاب المقدس كيف يمكن أن ينفذ التأديب الكنسي؟ وذلك بالمحافظة على السرية ضمن أصغر مجموعة ممكنة، وأنه يجب ألا يتوقف التأديب حتى الوصول إلى الحل. أيضًا لا يجب أن تبدأ الكنيسة التأديب بمستوى قاسي بل تخطو حسب مراحل التأديب (مت18: 15) من المعاتبة الشخصية والسرية، إلى اشراك أثنين أو ثلاثة من القادة، وحتى اشراك الكنيسة كلها، وتبدأ القرارات بالإنذار، ثم القطع من المائدة والخدمة، ثم القطع من الشركة، واخيرًا القطع من العضوية. وإذا لم يخضع العضو لكل هذا يبدأ تأديب الرب له (مرض – موت) (1كو11: 27- 34) وحتى القادة في الكنيسة يجب إذا أخطئوا أن يتعرضوا للتأديب، فليس للقادة استثناء من الضعف ولا استثناء من التأديب، لكن بولس يضع شرط الشكاية على الشيوخ وهو كفاية الشهود (1تي5: 19 – 21)، وأن توبيخهم في حالة ثبوت الخطأ يكون "أمام الجميع" لما لهم من وضع مؤثر، ولكن يكون التأديب بلا محاباة حتى تفهم الكنيسة مدى جدية الأذى الذي يلحق بها، وتدرك التأديب المفروض وتدعمه، وتشعر الكنيسة أن الخطية لم يغفل عنها، فتكون النتيجة ثقة الشعب بأن قادة الكنيسة لا يخفوا عنهم شيئًا. وفي النهاية يجب أن يكون التأديب بطريقة يظهر فيها ثمر وعمل الروح القدس (غل6: 1)، وفي حالة توبة العضو يجب أن نُظهر له روح الغفران (مت18: 21- 35)، ويجب على أن الكنيسة أن تقبله (2كو2: 7، . لكن الأمر المهم الذي نريد أن ننبر عنه في هذه المقالة هو أن الأخفاق في الحفاظ على المصالحة كهدف أساسي للتأديب الكنسي، يؤدي إلى الكثير من الإساءات والجروحات للكنيسة، والتي تكون أثارها سيئة على الجميع. فالكنيسة يجب أن تُدرك أن أساس التأديب هو استعادة الشخص ومصالحته مع الجماعة ومع حالة النقاء التي يجب أن تكون عليها الكنيسة، وليس فضح الشخص ولا التخلص منه أو إعثاره. فالكنيسة التي لا تمارس التأديب الكنسي مخطئة والكنيسة التي تمارسه وتخفق في استرداد الشخص من جانبها هي أيضًا مخطئة. فلنحترس من جرح المؤمن الذي ضُعف والذي هو أحد أفراد عائلة الكنيسة لأن هذا معناه خسارة أحد أفراد هذه العائلة. وجرح هذا العضو سيجر جرحات كثيرة في جسد الكنيسة تؤلم كل أعضاء الجسد أو كل أفراد العائلة. ولكن في الحقيقة كل كنيسة محلية تحتاج لقادة حكماء ممتلئين من الروح القدس، يستطيعوا أن يُمكّنوا المحبة للأخ الذي ضعف ويصلحوه كروحيين بروح المحبة بكل اتضاع، شافين ومعالجين جرحه، وشافين جروح كل الكنيسة. فياليت كنائسنا تمتلء من هؤلاء الذين يستخدمهم الرب لشفاء الجروح.
مقالة فبراير 2017م: جروح الكنيسة (جراح الأخفاق في الحفاظ على المصالحة كهدف أساسي للتأديب الكنسي)