جروح بلد (جنوب السودان)
شرفني الرب هذا الشهر بالخدمة في دولة جنوب السودان هذا البلد الجديد والذي أنفصل منذ ستة سنوات عن السودان بعد عقود من الحرب، وقد كان الجميع يتوقع مستقبل باهر لهذا البلد الجديد اقنصاديًا وسياسيًا وروحيًا، والبعض ذهب في توقعاته انها ستصبح "دبي" افريقيا من الناحية الاقتصادية.
ولكن بالرغم من أن شعب هذا البلد هو شعب طيب، والكنيسة هناك هي كنيسة واعدة، ولكن..... للأسف يعيش في ظروف قاسية للغاية من كل النواحي، فالحرب الأهلية هناك أتت على الأخضر واليابس، وتدهورت الأمور على كافة الأصعدة لدرجة المجاعة.
والكنيسة هناك لا تعاني من اضطهاد غير المسيحيين لها كما هو معروف في البلاد العربية، وذلك لأن كل الدولة مسيحية أو شئنا أن نقول أن المسيحية دين الدولة. وهي لا تعاني من مشكلة عرقلة بناء كنائس، فأنت يمكنك أن تبني كنيسة في أي مكان، وليس هناك أي عائق للكرازة باسم المسيح، فالجميع يستطيع التبشير بحرية في أي مكان بلا أي حواجز.
لكن الجروح هناك كثيرة وغائرة، فهذه الجروح التي يعاني منها جنوب السودان هي متنوعة وتؤرق كل فرد هناك، ويظهر ذلك في كلامهم المُحبط ونظراتهم الحائرة وصلواتهم المنتظرة لأفتقاد إلهي. ولكننا نستطيع أن نلخص هذه الجروح في أن لها ثلاثة مصادر رئيسية هي: الحرب والبشر والخدمة.
جروح الحرب:
قتل
أغتصاب
فقر وجوع وعري
جروح البشر: شعور بالدونية
الشعور بفشل التوقعات وضياع الحلم
عدم القدرة على تحديد المستقبل
زواج القاصرات
جروح الخدمة: رعاة بدون تأهيل
شعب بدون كتاب مقدس
مناصب كنسية للقادة في القبيلة أو الدولة بدون تقوى أو مواهب روحية
أنتشار المذاهب المنحرفة مثل: شهود يهوة، والسبتيين، والتعاليم الغير كتابية
فجنوب السودان وهو في هذه الحالة البائسة يصرخ طلبًا للمعونة كرجل مكدونية في سفر اعمال الرسل: "أعبروا إلينا وأعنونا"، وهو أيضًا كالرجل المسافر من اورشليم لاريحا يعاني الجروح وينتظر سامري صالح يضمد جراحه ويحمله إلى بر الأمان.
فمن يلبي النداء!!