المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 55 الموقع : Admin
موضوع: مقالة شهر أغسطس 2017م : جروح لابد منها الأربعاء أغسطس 09, 2017 2:46 pm
مقالة شهر أغسطس 2017م: جروح لابد منها من المؤكد أنه من غير الُمحبب أبدًا أن نجرح الآخرين لأي سبب، وكلمة الله نفسها تطالبنا كأولاد لله أن نكون لطفاء من نحو الجميع (بطرس الأولى 3: ".. كونوا ......لطفاء" ، ولكن في بعض الأحيان تكون الجروح أمرًا لابد منه في حالات معينة، منها: الحالة الأولى: عندما تكون مصلحة الشخص الذي نحبه أحيانًا تقودنا إلى جرحه إن كانت هي الطريقة الوحيدة لإنقاذه أو لفت نظره إلى أمور ستؤذيه وهو لا يعي هذا، وقد ذكر سليمان الحكيم هذا المبدأ عندما قال بالروح القدس: "أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ الْمُحِبِّ...." (أمثال 27: 6). فأحيانًا نكون مضطرين أن نجرح شخص ما لأننا نحبه حتى لو رفض هو هذا أو لم يقبله. الحالة الثانية: عندما تكون العلاقة بشخص ما ضد علاقتي بالله أو ضد الرؤية التي يعطيها لي الله. نستطيع أن نرى مثال لهذا في سفر عزرا عندما ترك الرجال الإسرائيليين نساءهم الغريبات لأن هذا ضد ناموس ووصايا الله (عزرا 10: 18 - 44) فلقد أضطر كل رجل مؤمن أخطأ وتزوج بأمرأة غريبة ليست من شعب الله وعن الإيمان اليهودي أن يجرحها ويتركها هي وأولادها. فيجب أن تكون لنا الشجاعة أن نجرح الآخرين إن كانت علاقتنا معهم ضد الإيمان المسيحي. أيضًا عندما يعطيني الله رؤية ستتعوق نتيجة علاقتي بشخص ما فيجب أن يكون لي شجاعة التضحية وأجرحه وأُنهي هذه العلاقة. من أروع الأمثلة على هذا لليان ترشر المرسلة الأمريكية التي أعطاها الله رؤية للذهاب في مصر وهي مخطوبة، ولم يكن لخطيبها نفس الرؤية، فتركت خطيبها هذا رغم أنه مؤمن وقسيس لأنه لم يكن له نفس رؤيتها، فجرحته وهي مغصوبة لأنها رأت أن الرؤيا والدعوة الإلهية أهم من العلاقات العاطفية أو الخطوبة. فنحن كأولاد الله نحتاج أن يكون عندنا الاستعدد والشجاعة أن نجرح أصدقاء لنا علاقتهم ضد إيماننا أو يجرح الحبيب حبيبته إذا كان هذا الحب ضد محبتنا لله، أو يجرح خطيب خطيبته أو العكس إذا كان الطرف الأخر غير مؤمن، وإن كان العلاقة الزوجية لها خصوصية لا ينطبق عليها هذا. فنتمتلىء بالشجاعة وتفضيل الله على كل العلاقات التي تعيق علاقتنا به أو أمانتنا له أو رؤيتنا لخدمته.