Admin Admin
المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 55 الموقع : Admin
| موضوع: مقالة أكتوبر 2013: اجروحات عروس الأربعاء أكتوبر 09, 2013 8:40 am | |
| جروحات عروس "بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ" (نش 1: 6) عروس النشيد مجروحة، هذه العروس التي ذكرها سليمان الحكيم بدون أن يذكر لها اسم لأن رمزيتها أكثر أهمية من حقيقيتها كشخصية. هذه العروس في الإصحاح الأول من سفر نشيد الإنشاد وفي الأعداد الأولى تشكو جروحها، هذه الجروح التي جائت من أخوتها الذين غضبوا عليها، وبصورة واضحة بدون سبب. فهي رقيقة، محبوبة من الجميع، خاضعة لأخوتها ولأمها، تعمل بجد. تعلن العروس أن أخوتها جرحوها عندما تسببوا في سواد جلدها، أي إفساد جمالها، أغلى ما لها كأنثى، وهي فتاة صغيرة تحتاج الحفاظ على جمالها منتظرة عريس المستقبل، فلقد هددوا مستقبلها وذلك عندما جعلوها حارسة لحقول الكروم، تضربها شمس فلسطين الشديدة، رغم أن الحراسة عادة للرجال أكثر من النساء. ولكن الجرح الأكبر لها أنها لم تستطع أن تحرس كرمها، أي أن ما لها وما تمتلكه ويخصها لم تستطع الأعتناء به، وذلك لصالح غيرها، وليس بإرادتها كحب وتضحية، لكن ضد إرادتها، رغم أن المنطق يقول أن الشخص يهتم بما يمتلكه أولاً ثم يهتم بما يخص الآخرين. فمن الممكن أن كرمها تعرض للإفساد أو التعدي أو الذبول لأنها لم تنطره (تحرسه). يتفق أغلبية المفسرين المسيحيين أن هذه العروس صورة للكنيسة في العهد الجديد والتي اثناء انتظارها لعريسها (المسيح) تعاني في برية العالم من الظروف ومن الأشخاص، لكن المشكلة الكبرى عندما تكون المعاناة من الأقرباء وأعضاء الجسد الواحد. وما ينطبق على الكنيسة العامة ينطبق أيضاً على الأفراد فيها. فكم من مؤمنين مجروحين من اخوتهم لا من الغرباء وهذا الأصعب. فهناك أحيانًا أشخاص يحاولون آذية أحد أخوتهم وذلك بتشويه الصورة أو إفساد السيرة أو تلويث السمعة فيجعل جِلد هذا المؤمن (الشكل الظاهري) أسود بتعرضه للألسنة مما يبعد الآخرين من بقية الجسد عن هذا المؤمن خوفًا منه أو شكًا فيه. وليس هذا فقط بل إستغلاله ليرعى مصالح هؤلاء الأشخاص (ينطر كرومهم) مما يعوقه عن مراعاة ورعاية مصالحه الشخصية (كرومه). فهم يستخدمونه لأداء دورهم في الخدمة، أو سد فراغ عدم أمانتهم، أو عدم مبالاتهم حتى أنه لا يستطيع أن يهتم بخدمته فتنتقص .. فيُدان. وطبعًا بالتأكيد هم أيضًا الذين سيقوموا بدور الديان. ولنلاحظ أن العروس لم تشكو لمجرد الشكوى، ولا للإساءة لأخوتها ولكن فقط لتجد من يلتمس لها العذر على سوادها إن كان العريس أو بنات أورشليم. والمشكلة ليست في العريس فهو يحبها في كل الظروف وهو يعرف جمالها الداخلي الذي لا يراه سواه، لكن المشكلة فيمن حولها لأنهم لن يروا إلا سواد لونها وجلدها، وغالبًا هذا السواد له معنى واحد للتفسير عندهم وهو أنها ليست جميلة، وذلك بالطبع لأنهم فقط يحكمون بمجرد النظر والعين التي لا ترى إلا الخارج ولا تفسر إلا ما يُصدّر لها من ذهن الرائي وقلبه. فهي فقط حاولت أن تدافع عن نفسها – أنا جميلة – فهي أرادت أن تقدم لهم تفسيرًا عما يرونه فيها، تفسير مختلف عن تفسيرهم الذي يعتمد على المظهر، وأيضًا على فكرهم وقلبهم الذي غالبًا ما يكون ملوثًا وغير عادلاً. فهي تعبر عن الجروح التي تشعر بها والتي أصبح مصدرها ليس فقط أخوتها بنو أمها بل أيضًا رفقائها – بنات أورشليم – اللاواتي نظرن إليها نظرة مختلفة عن حقيقيتها. فالآن الجروح تأتي ليس من الأخوة فقط بل وأيضًا من الأصدقاء... ولا يبقى غير العريس. ولكن ما أعظم هذا بالنسبة للعروس المجروحة، فالعريس على خلاف الجميع يراها جميلة بل وكاملة. ومن هذه العروس نستفيد الآتي: 1- يجب أن يُعبّر المجروح عن جروحه فلا يشكو بإدانة، ولا يصمت بعدم غفران. 2- لا يجب أن نحكم ظاهريًا على الشخص، فمن الممكن أن السواد الذي يترائى لعيوننا يكون جمالاً أعظم من أي جمال نعرفه. 3- ليحُذر الأخوة في الكنيسة لئلا يجرحوا أخيهم، وأعضاء العائلة لئلا يجرحوا أحدهم. فجرح الأقرباء أعظم وأفجع من جرح الأعداء. 4- سر نصرة العروس رغم جروحها هو إنشغالها بالعريس أكثر من الذين حولها من أخوة، وأم، وأصدقاء. فأهتمامها هو رأي العريس أكثر من أراء الآخرين. 5- العريس قادر على أن يدافع عن عروسه ويعلن عن كمالها وجمالها علناً أمام الجميع.
| |
|