لا تجرح يوم ميلادك
يوم ميلادي سيوافق بنعمة الله هذا الشهر، ولا أعرف ماذا أقول عنه، لكن دعونا أولاً نسمع ما قاله البعض عن يوم مولدهم:
- أيوب: "ليْتَهُ هَلَكَ الْيَوْمُ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ!....." (أي3: 3)
- يعقوب: "...الله الذي رعاني منذ وجودي ..." (تك48: 15)
- إرميا: (إر20": 14) "مَلْعُونٌ الْيَوْمُ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ! الْيَوْمُ الَّذِي وَلَدَتْنِي فِيهِ أُمِّي لاَ يَكُنْ مُبَارَكاً!"
+ وهذا ما قاله البعض عن يوم ميلاد آخرين:
- الفريسيون للشخص اليهودي الأعمى الذي شفاه المسيح: (يو9: 34) "....في الخطايا وُلدت أنت بجملتك....."
- الرب لأورشليم: (حز16: 4، 5) " لَمْ تُشْفِقْ عَلَيْكِ عَيْنٌ ........ بَلْ طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ بِكَرَاهَةِ نَفْسِكِ يَوْمَ وُلِدْتِ."
لماذا يرى أيوب يوم مولده بهذه الصورة؟!
كثيرون يشاركون أيوب نفس الاتجاه نحو يوم مولدهم وحياتهم. فحياتهم البائسة تقودهم إلى سب يوم ولادتهم. فلقد سب أيوب يومه بسبب التجربة التي كان يمر بها والآلام التي يعانيها في نفسه وجسده. لم يستطع أن يخطىء بلسانه تجاه الله كما طلبت منه زوجته ولا أو ينسب له حماقة كما يفعل الكثيرون (أي1: 22) "فِي كُلِّ هَذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ وَلَمْ يَنْسِبْ لِلَّهِ جَهَالَةً." ولم يسب من حوله كما فعل ادم عندما ألقى الخطأ على حواء قائلاً: "فَقَالَ ادَمُ: الْمَرْاةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ اعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَاكَلْتُ" (تك3: 12) بل سب يومه.
+ أما أنا فأقول عن يوم ميلادي:
• أنه يوم إتياني للأرض لأستمتع برعاية الله وعنايته بي "عَلَيْكَ أُلْقِيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطْنِ أُمِّي أَنْتَ إِلهِي"(مز22: 10)
• أنه يوم إتياني للأرض لأحصل على فداء المسيح وغفرانه "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِه غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أف1: 7)
• أنه يوم إتياني للأرض لأصير من شعبه وكنيسته "فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ" (2: 19)
• أنه يوم إتياني للأرض لأختبر قداسة الله في حياتي على الأرض "كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ" (أف1: 4)
• أنه يوم إتياني للأرض لأصير خادم لمجده في ملكوته "الَّذِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهُ حَسَبَ مَوْهِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي حَسَبَ فِعْلِ قُوَّتِهِ." (أف3: 7)
• أنه يوم إتياني للأرض لأنتظر مجيئه وتغييره لجسدي هذا "الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْء." (فليبي3: 21)
+ فماذا تقول أنت عن يوم ميلادك؟!