من المعروف أن بعد شفاء الجروح تستمر الندوب (الأثر) لفترة طويلة تختلف من شخص لأخر حسب طبيعة جسمه وحساسيته.
والجروح النفسية أيضًا تترك ندوب حتى بعد الغفران أو التصالح تحتاج لوقت لازالتها يختلف من شخص لاخر حسب حساسيته النفسية وقامته الروحية وقوة شخصيته.
المشكلة أن المؤمنين الذين تعرضوا للأساءة وقاموا بالغفران، أحيانا يتعب ضميرهم لاستمرار هذه الندوب فيهم وكأن غفرانهم لمن اساء لهم غير كامل، فيبدأون في المعاناة رغم أنهم ليسوا المخطئين بل المجني عليهم، ورغم قرارهم بالغفران معتمدين على نعمة الههم وقوة الروح القدس فيهم، ولكنهم يشعرون أن غفرانهم لم يكتمل لأن الذاكرة ما زالت تتذكر، فيستمر المؤمن في المعاناة في حين أن كثيرًا ما لا يشعر المسىء نفسه بأي تعب في ضميره.
لذا نحتاج أن نعرف أنه حتى بعد الغفران الحقيقي الذاكرة لا تنسى والمشاعر الجريحة لا تُشفى فجأة، فالغفران قرار ولكن الندوب واقع يجب أن نتعامل معه بتعقل على أنه أمر حقيقي وواقعي وأيضًا أنه ليس ضد الإيمان بل هو الطبيعة البشرية التي لن نتخلص منها إلا في السماء.
فما الحل؟
الحل أن يعرف المؤمن أن الله يطالبه بقرار الغفران لا بالنسيان أو فقدان الذاكرة، وأنه يحتاج أن يترك الوقت للروح القدس الذي أعطاه القدرة على الغفران الحقيقي أن يعالج الندوب التي تركتها الجروح مع الوقت.
فالكتاب يقول "أغفروا للناس" ولا يقول أنسوا ما فعلوا الناس. فلا تدين نفسك أو تأثم ضميرك طالما أن اتجاه قلبك الحقيقي هو الغفران.
وتذكر أن: "لأَنَّهُ إِنْ لاَمَتْنَا قُلُوبُنَا فَاللهُ أَعْظَمُ مِنْ قُلُوبِنَا، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ." (1يوحنا3: 20)