جروح المصلحة
كلمة المصلحة أصبحت شعار معظم الناس الآن، وأي عمل قبل أن يُعمل يبحث الناس عن المصلحة ..حتى في العبادة ابتدأ المؤمنون يبحثون عن المصلحة، ما المصلحة من حضور الاجتماع أو الكنيسة؟ – هل التعزية أم البركة؟ وإن لم يكن فلا كنيسة ولا اجتماع أو بداية البحث عن أخرى نستطيع فيها أن نجد المصلحة. وما المصلحة من الخدمة هل تحقيق الذات؟ هل أشباع الظهور؟ هل الشعور بالقيادة والسلطة؟ وإن لم يكن فلا خدمة ولا مخدومين. وفي العطاء ظهرت أيضًا المصلحة، أنا أدفع في الكنيسة أذاً يفترض أن يكون لي منصب أو على الأقل حيثية وإن لم يكن فلا عشور ولا تبرع ولا حتى عطاء.
المصلحة ثم المصلحة ثم المصلحة........
حتى بعض من يخرجون للخدمة التفرغية، يخرجون لأجل المصلحة، ما مقدار ما سأحصل عليه؟ وأي خدمة من وراءها ستكون المصلحة أكثر. فالخدمة حسب من يدفع أكثر فهذه هي المصلحة.
يذكرني هذا بخادم المصلحة المذكور في سفر (القضاة اصحاح 18) فهو لاوي لا يحق له الكهنوت لأنه ليس من عائلة هارون ومع ذلك استأجره شخص اسمه ميخا في زمن يُستأجر فيه الخدام، ووجد هذا اللاوي المصلحة في بيت ميخا "فَقَالَ لَهُ مِيخَا أَقِمْ عِنْدِي وَكُنْ لِي أَبَاً وكّاهِنَاً وَأَنَا أُعْطِيكَ عَشَرَةَ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ فِي السَّنَةِ وَحُلَّةَ ثِيَابٍ وَقُوتَكَ. فَذَهَبَ مَعْهُ الْلاَّوِيّ. فَرَضِيَ الْلَّاوِيُّ بِاْلإِقامَةِ مَعَ الْرَّجُلِ وكَانَ الْغُلامُ لَهُ كَأَحَدِ بَنِيهِ. فَمَلأَ مِيخَا يَدَ الْلَّاوِيَّ وَكَانَ الْغُلَامُ لَهُ كَاهِنَاً وَكَانَ فِي بَيْتِ مِيخَا." (قض17: 10 – 12). ثم أتت عصابة من سبط دان وخطفت أصنام ميخا ووجدوا هذا الكاهن فأخذوه بالقوة ليكون كاهنًا لهم فرضى لأن المصلحة أكبر فسيكون كاهنًا لسبط بالكامل وهذا رغم اتفاقه مع ميخا الذي من جبل افرايم " فَقَالُوا لَهُ اْخْرَسْ. ضَعْ يَدَكَ عَلَى فَمِكَ وَاْذْهَبْ مَعَنَا وَكُنْ لَنَا أَبَاً وَكَاهِناً. أَهُوَ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَكُونَ كَاهِناً لِبَيْتِ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَمْ أَنْ تَكُونَ كَاهِناً لِسِبْطٍ وَلِعَشِيرَةٍ فِي إِسْرَائِيلَ. فَطَابَ قَلْبُ اْلكَاهِنِ وَأَخَذَ اْلأَفُودَ وَاْلتَّرافِيمَ وَاْلتِّمْثَالَ اْلمَنْحُوتَ وَدَخَلَ فِي وَسْطِ اْلشَّعْبِ. " (قض18: 19، 20)
المصلحة جرح كبير لله في العبادة، لأن علاقتك بالله تعتمد على مصلحتك وما ستحصل عليه منه. والمصلحة جرح كبير لبعضنا البعض، لأن علقتك بالأخر تعتمد على مصلحتك وما ستحصل عليه منه. فالزواج المصلحة أخرته جرح للطرفين، والصداقة المصلحة أخرها جرح للطرفين، والأخوة بالكنيسة المصلحة أخرها جرح لجميع الأخوة المؤمنين.
فهل نعيد تقييم علاقتنا بالله وبالأخرين وننقيها من المصلحة، فمبدأ المصلحة هو مبدأ الخسارة لأن الجروح التي يسببها لله وللأخرين تقودنا إلى خسارتهم.
فالله أهم من المصلحة، وشريك الحياة أهم من المصلحة، والصديق أهم من المصلحة، والأخوة بالكنيسة أهم من المصلحة.
فلا للمصلحة.