ججرح أفغانستان
جميعنا شاهدنا الخروج المفاجىء للقوات الأمريكية من أفغانستان وخاصة لحظة تعلق مجموعة من الأفغان بعجلة طائرة عسكرية خاصة بالقوات الأمريكية. ولقد أصبح هذا المشهد جرحًا غائرًا في ذاكرة العالم لن يمحيه الزمن. فمحاولة الهروب اليائسة بمغامرة أمل غير منطقي تُظهر مدى بؤس الحياة التي كانوا يعيشونها وسواد المستقبل الذي ينتظرهم.
إن كنا نرى فعلهم فعل جنوني إلا أن هول ما يدور في داخلهم من ذكريات جروح والآم وما يحتويه ذهنهم من توقعات مرعبة، يجعلنا نُقّدر مافعلوه مثل كثير من اللاجئين الذين يموتون في البحر أثناء محاولتهم البائسة واليائسة للتخلص من واقعهم حتى لو كان بمغامرة غير محسوبة أو لها حسبة خاصة في أذهانهم.
مابين بالوعة اليأس وحبل الرجاء جرح ما يقود للاستسلام للأول أو التمسك بالأخير. وهذا الجرح نتعرض له جميعنا بغض النظر عن اختلاف الخلفية والظروف والشخصيات، فإما هذا الجرح يقودنا للاستسلام لبلوعة اليأس أو التمسك بحبل الرجاء. ولكن السؤال هو: إن كان الاختيار الثاني هو الأفضل ولكن يبقى سؤالنا حول أي حبل للرجاء يمكننا ان نتمسك به ولا ينقطع بنا؟!
في هذا العالم نتمسك بحبال كثيرة للرجاء كثير منها يكون مثل حبل امريكا للبعض أو حتى عجل الطائرة العسكرية لأخرين ينقطع بهم فيهلكون، مثل حبل المعارف ... القدر ... الحظ ... الفرصة ... إلخ. كلها حبال للأمل والرجاء يتعلق بها الإنسان ثم تنقطع به لتكون نهايته. كلمة الله الكتاب المقدس تقدم لنا حبل للرجاء لا ينقطع أبدَا بمن يتمسك به، والشهادات الكتابية عبر التاريخ خير دليل على ذلك.
فرحاب زانية أريحا في عهد يشوع تمسكت بحبل إله إسرائيل فنجت (يشوع 2: 4)
وراعوث الموأبية في عصر القضاة تمسكت بحبل إله نُعمي فنجت (راعوث 1: 16)
والمرأة الكنعانية تمسكت بحبل المسيح (متى 15: 26)
فدائمًا كان الرب يسوع هو حبل الرجاء الذي لا ينقطع لجميع من تمسك به، وكما تشهد هذه الآيات:
فالله هو "إله الرجاء..." (روميه 15: 13)
وبهذا الرجاء خلصنا "لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا .." (روميه 8: 24)
والمسيح هو رجاء المجد "....المسيح فيكم رجاء المجد" (كولوسي 1: 27)
فدعونا نتمسك بالمسيح الحبل الحقيقي للرجاء الذي لم ينقطع بأحد حتى بالخطاة والأشرار واليائسين الذين قرروا التمسك به.