الجراح الغالية ومسلسل الاختيار 2
في هذه الفترة أرتبط الشعب المصري بمسلسل الاختيار والذي يتكلم عن شهداء الشرطة وجراح شهداء الوطن منهم، ولقد شعر كل الشعب المصري بجراح هؤلاء الأبطال وعائلتهم من زوجات وأولاد وأباء وأمهات فلقد كانت جراحهم غالية ومقدرة في أعين كل المصريين.
لقد قارن المُشاهد مابين جراح الأبطال - الذين قدموا حياتهم رخيصة لإنقاذ الوطن وجراح عائلاتهم وتضحياتهم بابناءهم لأجل بلدهم – من رجال الشرطة، وجراح الإرهابيين - الذين واجهوا الموت كمجرمين واهمين أنهم يُجرحون لأجل هدف سامي وأنهم أكثر قيمة من غيرهم والحقيقية أنهم بلا قيمة لأنهم أحلوا قتل الأبرياء لأجل مصالح شخصية أو أوهام تم خداعهم بها – هؤلاء الذين كانوا يقتلون بدم بارد، كما أن أهدافهم كانت شريرة ضد الوطنية والإنسانية أيضًا.
الجراح بالحقيقة ليست متساوية القيمة فهي تتحدد بقيمة الشخص وقيمة أهدافه، فهناك جراح غالية وأخرى رخيصة تعتمد على قيمة المجروح وعن هدف الجرح. فجراح الملك بالتأكيد تختلف عن جراح أي إنسان عادي وجراح الشرطي المدافع عن الأبرياء لا تتساوى مع جراح اللص المقاوم للشرطة أثناء القبض عليه.
في ذات الفترة كنا كمسيحيين نحتفل بجراح المصلوب الغالية (مجروح لأجل معاصينا إشعياء 53: 5) عندما كنا نحتفل بالجمعة العظيمة ذكرى الصليب. ولأن المجروح كان ذو قيمة عظيمة فهو الله المتجسد البار الذي لم يفعل خطية (أفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو بذهب ...بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح. بطرس الأولى1: 18، 19)، وهو لم يُجرح لخطأ فيه أو أثم صنعه (الذي لم يعرف خطية. كورنثوس الثانية5: 21) فجراحه ذات قيمة عظيمة، وأيضًا هي عظيمة للهدف السامي الذي كان سببًا لجراحه فهو جُرح لأجل معاصينا وخطايانا ليفدينا ويُكفر عن خطايانا ويصالحنا مع الآب.
لقد تذكرت في ذكرى الصليب الترنيمة القديمة (جراح حبيبي غالية عليّ) فهي غالية عليّ وعلى كل المؤمنين لأنها جراحه هو الإله الغالي، وهي غالية لهدف جراحه وهو خلاصي. وإن ن تقديرنا لجراح أبطال الوطن هو تذكرهم فتقديرنا لجراح الرب يسوع المسيح هو قبول عمل جراحه لأجلنا.
# الجراح_الغالية_مسلسل_الاختيار2