هذا أحد الأمثال المشهورة عند المصريين والتى تعبر عن جبروت المعتدى الذى يجرح و بدلاً من الأعتذار عن الجرح و خوفًا من العواقب يفعل شىء أسوأ من الجرح نفسه و هو أنه يسابق بالبكاء و كأنه هو المجروح و المضروب، بل أنه أيضًا يسبق بالشكوى ضد المجنى عليه و كأنه الجانى، فينقلب الحال و يصبح الجانى مجنى عليه و المجنى عليه جانى .
بالتأكيد يعتبر هذا الفعل نوع من أنواع التبجح و الأصرار على الأستمرار فى تبنى الخطأ وعدم الأستعداد للأعتراف به، وهذا بالطبع يعبر عن نوع من البشر وصل إلى درجة متدنية من الأخلاق ومن عدم السواء النفسى.
فى هذا الأسبوع قام مجموعة من المتعصبين بحرق كنيسة أمبابة وأشعال الفتنى بالمنطقة والتى أودت بحياة 12 شخص غير حوالى 250 من المصابين، والغريب فى الأمر أن جماعات التعصب و الأرهاب بعدما جرحت المسيحيين جُرح دامى تسابقوا بالبكاء والشكوى من أن المسيحيين أطلقوا عليهم الأعيرة النارية و قتلوا منهم وأنه يجب على الدولة أن تحقق فى هذا وتعاقب المسيحيين!!!
وهذا ذكرنى بأحد الأشخاص أتصل ببرنامج تلفزيونى و شبه ما يحدث بطريقة رائعة -على غرار الضحك من شدة الحزن- فقال:أن الأمر و كأن أحد اللصوص دخل على منزل وسرق و نهب و قتل وفيما هو خارج تعثرت رجليه فى كرسى فجرحت ركبتيه فذهب للشرطة ليقدم بلاغ فى أصحاب الشقة الذين تسببوا فى جرح رجليه!!!!
و الغريب أن المسئولين فى الدولة يتعاملون مع كل حالات التعدى على المسيحيين بهذه الطريقة ذاتها مما شجع اللص على معاودة سرقة شقة أخرى لأنه يعلم أن المسئولين أما متغيبين عن الوعى أو متورطين مع اللص و مباركين أفعاله، مما ينذر بمصائب أعظم لأن صاحب الشقة سيفكر فى عدم اللجوء للمسئولين و أستخدام القوة لدرء آذى اللص و التعلم من هذا اللص كيفية الأسراع فى البكاء و الشكوى حتى و لو كان الجانى.
و فى النطاق الكنسى و هو هم المنتدى الأول أحيانًا يحدث بين أعضاء الكنيسة هذا الأمر، فنجد الأخ يجرح أخاه و الغريب أنه بدلاً من الأعتراف بالخطأ و الأعتذار عنه يُسرع بالشكوة للكنيسة و المسئولين وكأنه المجنى عليه، وإذا لم يكن المسئولين الكنسيين يتمتعون بالحكمة والأرشاد الروحى تكون النتائج مؤذية للمجروح و للكنيسة، فيبدأ المخطأ بالاستمرار فى خطأه بلا رادع، ويفقد الأخ المجروح الثقة فى الكنيسة والقادة فيها أو يتمثل بالمخطأ فى أفعاله فيبدأ يرد بنفس الأسلوب، يجرح ويسرع بالبكاء و الشكوة.
لذلك فعلى الكنيسة و القادة فيها أن يواجهوا أى مشكلة بين الأخوة بالصلاة و طلب أرشاد الله و الحكمة ، و يقوموا بفحص كل اقاويل جميع الأطراف بدون التأثر بمن جاء ليشتكى أولاً، ويتم محاسبة كل المخطئين.
و فى النهاية أتمنى أن لا نقبل بمن....
سبقنى وأشتكى.
القس جوزيف موريس