"الهدف من هذا المجلس (مجلس كنائس مصر) هو أن نكف عن التجريح
والأهانة لبعضنا البعض كطوائف وكنائس مسيحية ونتحد ويا بعض في خدمة مجتمعنا المتألم."
(قداسة البابا تواضروس الثاني)
نشأت في حقبة اتسمت بالتجريح بين الطوائف المسيحية الثلاث، فكان التعصب هو سمة هذه الفترة، وليس بين الطوائف الثلاث فقط بل التجريح طال أيضًا المذاهب الإنجيلية من داخلها وانتشر حتى بين مذاهبها ومجامعها المختلفة.
وكان أحد أجزاء صلواتنا ونحن صغار من أجل النهضة الروحية في مصر هو وحدة المحبة بين الكنائس وتوقف التعصب والتجريح. فالمنظر في أعيننا لما كان يحدث بين الكنائس المختلفة كان كمنظر مجنون كورة الجدريين الذي حرره الرب يسوع من الأرواح النجسة وشفاه من الجنون، فهذا المجنون كان يجرح نفسه.
"وَكَانَ دَائِمًا لَيْلاً وَنَهَارًا فِي الْجِبَالِ وَفِي الْقُبُورِ، يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِالْحِجَارَةِ." (مرقس5: 5 )
فنحن ككنائس عندما نجرح بعضنا البعض ففي الحقيقة أننا نجرح أنفسنا لأننا جسد واحد، والشخص الذي يجرح نفسه لا يوصف إلا بأنه - مجنــــــــــــــــــــون - بل وأكثر نحن عندما كنا نفعل ذلك كنا نُعطي الأخرين الذين هم من خارج الذريعة أن يُجرّحونا، لأن المجنون لا يتعامل معه الناس إلا بهذه الطريقة.
ولكن أشكر الله لأني رأيت في هذه الأيام الأخير استجابة الله لصلوات مرحلة الشباب وكيف أن الرب يسوع استطاع بقوة روحه القدوس أن يشفي المجنون ويُخرج من داخله ارواح الكبرياء والصلف والانتقاد، ليكف المجنون عن تجريح نفسه وليدرك قيمته في هذا العالم كملح ونور، ودوره أيضًا نحو هذا العالم المتألم. هذا وقد رأينا ثمرة هذا الشفاء في مجلس كنائس مصر حيث الوحدة- ليست الإدارية - ولكن وحدة المحبة والتعاون والقبول وتوحيد الكلمة بين كنائس مصر المختلفة. وكانت كلمات البابا تواضروس عن هذا المجلس معبرة عندما قال: أن هدف المجلس هو التوقف عن تجريح بعضنا البعض.
أصلي أن الرب يكمل عمله في كنيسته التي هي جسده.
وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ،"الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. أفسس1: 22، 23)
وأرجو من قادتنا ورؤساء كنائسنا أن يتذكروا ما قاله الرسول بولس:
"فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّة مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ. (أفسس4: 1- 6)