من المعلوم قوة العامل الوراثي كدور مهم فيما يحدث مع أو من أي شخص منا، والوراثة إما جينية أو إجتماعية (بمعنى أنتقال السلوكيات بالتربية)، والوراثة التي نقصدها في هذا المقال بصفة خاصة هي الوراثة الإجتماعية أي وراثة الطبائع وسمات الشخصية والسلوكيات.
فكل عائلة تتسم بطابع أو سلوك معين معروفة به إيجابي أو سلبي، والكل من حولهم يدرك هذا الطابع حسن كان ام سىء. فالأبوين كما يورّثون الطبائع الجيدة يورثون لأبنائهم أيضًا الطبائع السيئة.
ومن أكثر الطبائع الإجتماعية التي تورث هو طبع التجريح، فهناك أشخاص طبيعتهم تجريح الأخرين وذلك لأنهم توارثوا هذا من أبويهم أو تعرضوا هم أنفسهم للجروح من الأخرين فتحولوا إلى جارحين يجرحون كل من حولهم وينقلون هذه الروح إلى أبنائهم لينقلوها هم بدورهم إلى أبنائهم. أو ينقلون جروحهم إلى أبنائهم فتنتقل الجروح أو تنتقل روح (طبع) التجريح من جيل إلى جيل كأنتقال المرض.
ولا يتوقف ذلك إلا بأحد الأجيال التي يتوفر فيها شيئان:
الأول: إيمان حقيقي بالرب يسوع المسيح وأختبار خلاصه أختبارًا شخصيًا.
الثاني: إدراك للمشكلة (أي أن المؤمن يُدرك أنه وارث من عائلته الحساسية المفرطة نحو تجريح الآخرين له أو طبع التجريح لمن حوله بصورة إعتيادية)، والالتجاء للروح القدس لكي يقوي ويحرر.
فبدون هذا الجيل من المؤمنين المُدركين لمشكلتهم والصارخين لطلب المعونة من الروح القدس تستمر هذه المشكلة من جيل لجيل.
أعتقد عزيزي القارىء أن الروح القدس كشف لك هذا الأمر في حياتك، إما أنتقال الحساسية المفرطة من تجريح الآخرين لك وشعورك الدائم بأنك ضحية وأنك مجروح، أو أنتقال عادة التجريح من عائلتك إليك، كما أعتقد في الوقت ذاته أنك لا تريد نقل هذا المرض لأبنائك.
لذا فأنت الجيل المدعو من الله لوقف هذا الطابع الخطير حتى لا يورث بعد اليوم لأبنائك ثم منهم إلى أحفادك.
هذا الأمر يستدعي قدومك للمسيح لطلب خلاصه وغفرانه، وأختبار المسيح أختبارًا شخصيًا كمخلص وفادي لحياتك, وأيضًا صراخك للروح القدس ليعطيك التحرير والغلبة من هذا المرض.
فهل توقف تسلسل التجريح من جيل لجيل الأن؟