هل جربت أن تجرح بنعومة؟!.
أى أن يكون مصدر الجرح هو " الأيدى الناعمة ".
أى أن تجرح الآخرين بـ : بقبلة ، بسلام ، بكلمة ، بغمزة ، بإيحاءات.
فتقول لشخص شىء ناعم و جميل و لكنه كشفرة موس الحلاقة يجرحه جروح مؤلمة ، أو قد يقتله.
فهو جرح الخيط الحريرى الذى لا يراه أحد ،و هذا الأخطر لأن الضحية تُحرم حتى من حق المقاومة، و حتى إذا قاومت فلن يصدقها أحد لأ نهم لا يرون الخيط الحريرى .... و لكن ....... الله وحده يراه!.
فهناك من يجرح بشياكة " أى بطريقة لا يلومها المجتمع و لا تدان منه" ، أو كما يصفها الكتاب المقدس بالوصف الحقيقى لها " المكر أو الخبث". ( 1 بط 2 : 1 ، 3 : 10 ).
و نرى فى العهد القديم مثالاً للجرح الناعم من خلال قصة قتل يوآب قائد جيش داود لعماسا أحد قواد داود المخلصين.
" و لما كانوا عند الصخرة العظيمة التي في جبعون جاء عماسا قدامهم و كان يوآب متنطقا على ثوبه الذي كان لابسه و فوقه منطقة سيف في غمده مشدودة على حقويه فلما خرج اندلق السيف.فقال يوآب لعماسا أسالم أنت يا أخي و أمسكت يد يوآب اليمنى بلحية عماسا ليقبله .و أما عماسا فلم يحترز من السيف الذي بيد يوآب فضربه به في بطنه فدلق أمعاءه إلى الأرض و لم يثن عليه فمات ......". ( 2 صم 20 : 8 – 10 )
فيوآب عامل عماسا برقة و نعومة و أمسك بلحيته بيده اليمنى ليقبله.
فالمنظر جميل و رائع خدع الكل حتى عماسا نفسه الذى لم يلاحظ سيف موأب فى اليد اليسرى و المخبأ تحت ثيابه ، و النهاية قُتل عماسا البرىء.
و العهد الجديد يعطينا أعظم أمثلة القتل الناعم فى قصة تسليم يهوذا الأسخريوطى لسيده رب المجد للقتل على أيدى الرومان .
" فللوقت تقدم إلى يسوع و قال: السلام يا سيدي و قبله". ( متى 26 : 49 )
و هنا لم ينخدع الرب بقبلة يهوذا فقال له الجملة المشهورة " فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان".( لو 22 : 48 ) ، و لكن الرب يسوع قبل جرح الإيدى الناعمة و القُبلة القاتلة بإرادته لأنه لهذا قد جاء.
ففى القصتين كانت القبلة هى الوسيلة الحقيقية للقتل قبل السيف و الصليب.
و إن كان المجتمع كما قلنا كثيرًا ما لا يستطيع أن يرى أو يدين هذا النوع من الآذى ، و لكن يظل الأمر فى يد الإله العادل الذى يرى و يدرك كل شىء و الذى يحاكم بعدل ليس فى اليوم الآخير فقط لكن فى هذه ألأيام ايضًا ، لذا أُشجع كل من جُرح بهذه الطريقة " الأيدى الناعمة" أن "........ يسلم لمن يقضى بعدلٍ". ( 1 بط 2 : 23 ).
و أُنذر كل مؤمن ابن للرب و لكنه ينتهج منهج العالم و يشعر بالفخر أنه استطاع أن يجرح فلان و فلان و لكن بدون إدانة من أحد، أن الله هو إله العدل ، و إن كان كذلك مع الاشرار فالقضاء يبدأ من بيت الرب. ( 1 بط 4 : 17 )
فهذه دعوة للأمتناع عن الجرح و القتل بايدٍ ناعمةٍ.
القس / جوزيف موريس