إمكانية حدوث خلاف بين البشر شىء واقعى و قائم فى كل العلاقات الإنسانية بكل أنواعها، فنراها بين الزوج و الزوجة، بين الأخوة و بعضهم فى ذات العائلة أو بين الزملاء أو حتى بين أعضاء الكنيسة الواحدة رغم وجود الإيمان و رغم أن الكنيسة هى جسد المسيح.
ولكن هناك خيار كبير أمام الأفراد أو الجماعة أثناء المرور فى أى أختلافات و هو الأختيار ما بين التعامل بالجسد و حسب الطبيعة العتيقة و الساقطة فينا فتُنتج الجروح، أو نتعامل بحسب الطبيعة الجديدة التى أخذناها فى المسيح كمؤمنين فتظهر سيادة الروح.
وليس هناك خيار آخر، فليس من الممكن التعامل بالجسد دون أنتاج الجروح، ولا يمكن أن نتعامل بالطبيعة الجديدة ألا و يعلو الروح القدس و يتمجد الرب يسوع فى وسطنا.
وهذا الأختيار ليس بسهولة ذكره فى مقال، فهو أمر صعب لأن قوة الجسد و قساوة الطبيعة العتيقة لهما تأثيرًا كبيرًا على خيار الإنسان و ردود أفعاله، لذا فالحل الوحيد أن يكون الأفراد المختلفين كلهم تحت سيادة روح الله.
فكم من كنائس قاد الخلاف بين أعضائها لكم هائل من الجروح يحتاج لسنوات لعلاجه، والتفسير الوحيد لذلك هو أن هذه الجماعة يسودها الجسد فظهرت الجروح فيها. بعكس كنائس آخرى كان هناك أختلافات و أمور تستدعى ردود فعل سيئة لكننا نرى الجماعة تتخطى ذلك و تعبره بدون أى أنقسامات أو جروح و السر هو أن الجماعة يسودها الروح فلم يكن هناك مجال للجروح.
وسفر أعمال الرسل أو ما نسميه سفر الكنيسة الأولى يسجل لنا عدت خلافات بين أعضاء الكنيسة فى مواقف مختلفه منها:
- الخلاف بسبب أهمال الأرامل المؤمنات من أصل يوناني لحساب الأرامل من أصل يهودي، و نرى سيادة الروح فى أختيار شمامسة لهذا العمل و تعبر المشكلة بسلام بلا جروح.(أعمال الرسل6: 1-5)
- الخلاف بين بولس الرسول و برنابا بسبب يوحنا مرقس ولكننا نرى سيادة الروح من خلال الأنفصال دون جروح وأستمرار المحبة.(أعمال الرسل 15: 36- 41)
- الخلاف بين بولس الرسول و مرقس و لكننا نرى سيادة الروح من خلال أنضمام مرقس لبرنابا بدون جروح و مدح بولس لمرقس بعد ذلك وقبوله للخدمة معه مرة ثانية.(فليمون 24)
لذا فطريقة معالجة الجروح أو منع حدوثها هو دليل واضح على سيادة الروح، و العكس صحيح ظهور الجروح دليل عدم سيادة الروح.
و السؤال الهام الأن:
كيف نعالج أختلافتنا فى الكنائس و ما الذى ينتج فى وسطنا خلال هذه الأختلافات.....فهذه دعوة للأختيار بين الروح .....أو الجروح.