"لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ..........."(جامعة3: 3)
من المعروف فى خصائص الشعر العبرى الذى استخدمه سليمان الملك فى كتابة سفر الجامعة (التوازى التقابلى) حيث يشرح الجزء الثانى من الكلام الجزء الأول بذكر عكس الكلمة. فعلى سبيل المثال هذه الآية نرى أن: للشفاء وقت يشرح معنى للقتل وقت.
فهذه صورة تصويرية فيها نرى الشفاء مقابل القتل. و بالطبع حرفيا الشفاء ليس مقابل القتل فمقابل القتل هو الحياة ، و مقابل الشفاء هو الجرح، و لكن كنوع من التعبير الأدبى لتصوير مدى بشاعة الجروح تم التعبير عنها بالقتل على أساس أن التجريح نوع من أنواع القتل المعنوى.
و فى هذه الآية يقول الحكيم بالروح القدس أن هناك وقت للجراح ووقت آخر للشفاء، هناك وقت يُعرض الأنسان للتجريح و لكن هناك وقت آخر يتم فيه شفاء هذه الجراح.
و دعونا نرى ما يقصده الحكيم بالروح القدس فى هذه الآية:
1- أن وقت الجراح ليس هو الوقت الوحيد فى حياة الأنسان بل لابد أن يأتى وقت أخر يتم فيه الشفاء، فليست الحياة كلها جراح.
2- أنه إذا كان هناك وقت سيأتى للشفاء أذا وقت الجرح محدود وسينتهى و ليس كما يشعر المجروح أنه بلا نهاية.
3- أن الجراح مهما وصلت من الشدة كما وصفها الحكيم بالقتل لها شفاء، فليس هناك جرح أى إن كان نوعه بدون شفاء.
4- أنه يجب أن نتعلم الا نعيش فى الماضى بل نهتم بالحاضر ،فلا يجب أن الشخص الذى تعرض للتجريح أن يعيش مأسورًا لهذه الجروح طوال عمره بل يجب أن يحيا الحاضر و يتحرر من تأثير الماضى و يستقبل الشفاء الذى لابد أن يأتى و الذى يمثل الحاضر.
5- أن الله هو المتحكم فى كل شىء كما يظهر من هدف الأصحاح ككل كيف أن الله هو المتحكم فى كل أحداث الأنسان بكل أنواعها، لذا فإن كان الله هو المسيطر على الأحداث من حولنا فهذا يعطى المجروح الثقة و الرجاء أن الله يقصد بهذه الجراح شىء إجابى له و ليس الأفناء و الهلاك، و أن الله سيقدر فى الوقت المناسب على إنهاء الجراح وجعلها ذكرى بعد الشفاء.
وفى النهاية أقول لكل مجروح أنه إن كان هناك وقت تعرضت فيه للجروح فالأن الوقت لتنال الشفاء فهل تطلبه و تستقبله من الله أم تعيش فى الماضى.
القس جوزيف موريس