مقالة ديسمبر 2012: جروح شعب

من الطبيعي أن ينجرح شخص من أخر، أو حتى جماعة من أخرى، لكن هل من الممكن أن تنجرح أمة بكاملها.
في الماضي الكتاب المقدس يخبرنا بأن شعب اسرائيل أثناء عصر الملوك ما بعد سليمان (ملوك الثاني، أخبار الأيام الثاني) تعرضوا لجراح متكررة من ملوكهم الذين تسببوا في مشاكل عديدة وخطيرة وسط شعبهم.
وأحد هذه الأمثلة رحبعام الملك الذي يُطلق عليه الملك الأحمق بالمقارنة بأبيه سليمان الحكيم
فهذا الملك بحماقته تسبب في جراح لشعب اسرائيل استمرت لسنين عديدة. وكان السبب هو ما يقوله الكتاب: "وَلَمْ يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ........"(2أخ 10: 15)
وكانت النتيجة أنقسام المملكة والشعب الواحد إلى مملكتين وشعبين ظلا لسنين عديدة يتناحران ويجرحان بعضهما البعض مع أنهما أمة واحدة.
ونحن في هذه الأيام التي نمر فيها بوطننا العزيز مصر نشعر بأن الأمة كلها مجروحة، والجارح ليس من خارج الوطن بل من داخله. فرأينا الأتحادية تُظهر الأنقسامية، ومصر الجديدة يحدث فيها ما يجعلنا أن نسميها مصر العتيقة. لأننا رأينا هناك (جراح الأخوة)، رأينا قايين يقتل أخيه هابيل.
فالأمة بكاملها الأن تحتاج لشفاء والشعب المصري كله يعاني الجروح، ولكن كيف الشفاء.
هناك مسئولية على الجميع لتضميد هذه الجراح، ولكنى اوجه كلامي لمؤمني مصر – الواقفين في الثغر أمام الرب يتشفعون في الشعب – الملح والنور لهذه البلاد:
لنرفع قلوبنا بالصلاة والدعاء ليشفي الرب مصر من جروحها وليضمد جرح: الُمصاب، ومن فقد أحد أحباءه، ومن تعرض للأهانة أو السجن أو التعذيب.
ولنصلي أيضًا أن الرب يمنع حماقة مسئول قد تقود إلى انقسام المصريين.
ولنصلي أن الرب يُبطل مشورات الشرير من نحو هذا الشعب.
فالرب هو شافينا.