ونحن نعيش اجواء المعركة الانتخابية للوصول لكرسي الرئاسة، نلاحظ أنه بدأت بين مرشحي الأعادة لغة التجريح. فكل واحد من الأثنين خرج عن النقد الموضوعي لبرنامج الأخر إلى التجريح في ذات الأخر ونياته ونزاهته، والمشكلة أن كل واحد يستسهل تجريحه للطرف الأخر ويستصعب تجريح الأخر له. كما تحولت رغبة كسب الأنتخابات إلى مرارة وكراهية شخصية يصعب نسيانها، ويصعب عدم الأنتقام من جهة المنتصر تجاه المهزوم.
فالأثنان لا يعلما أن هناك قواعد للتجريح، وهذه القواعد هي:
- ما ترتضيه ينطبق عليك كما على غيرك. فإذا أرتضيت أسلوب معين فهذا الاسلوب سينطبق على كل الأطراف.
- أنا أجرح إذًا يجب أن أنتظر أن أُجرح. فالتجريح وصناعة الجروح تُطال كل الأطراف بلا استثناء، فهي كسيف ذو حدين بين فم شخصين يدفع كلاُ منهما الأخر ولا يعلم أنه بنفس القوة التي يدفع بها الأخر يدفع في ذات الوقت السيف إلى فمه.
- التجريح تباعياته كبيرة وأثاره كثيرة ولا تنتهي.
هذه الأخطاء يقع فيها أعضاء الكنائس كما وقع فيها المرشحان لرئاسة مصر متناسين القواعد المذكورة سابقًا والتي لا تتغير. وإذا كان من غير المقبول أخلاقيًا في العالم المادي ما يحدث من تجريح فكم بالحري في الكنيسة التي اسسها من لم يجرح يومًا حتى اعداءه وظالميه.
فهذه دعوة لأعادة النظر كأعضاء في جسد المسيح في تسرعنا في تجريح بعضنا بعضًا ولنتذكر أننا أعضاء في جسد واحد، وأنه من المستحيل أن عضوين في جسد واحد يجرح احدهما الأخر ولا يتألم هو نفسه.