جروح على جسد سنة 2015 الهَرِم
نحن نودع هذا الشهر وبعد أيام معدودات سنة 2015 هذه السنة التي هرمت وتسير نحو الأنتهاء ليولد بعدها سنة جديدة شابة. فهذه السنة الهرمة مرت بـ 365 يومًا بها الكثير من الأحداث والجروح مما ترك اثاراً سيئة على جسدها، ومن هذه الجروح قتل الشهداء المصريين بليبيا في شهر فبراير على يد جماعة داعش الأرهابية وسقوط الطائرة الروسية بمنطقة سيناء بمصر في شهر نوفمبر وموت كل ركابها وطاقمها. هذه الاحداث الأليمة التي حدثت في مصر، لكن ناهيك عن الأحداث الأخرى التي حدثت في العالم وتركت جراحها العميقة على جسد هذه السنة مما حول جسدها الناضر التي بدأت به في يناير إلى جسد هرم وتعب فنذكر مذبحة فرنسا والأعمل الأجرامية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن وسط كل هذا الكم من الجروح في جسد هذه المسكينة سنة 2015م لا يمكننا أن نتغافل عن احسانات الله لها طوال 365 يومًا ففيها أيام جميلة تحمل ذكريات رائعة للجميع، ففيها فرحنا وكبرنا وتعلمنا، وكثيرين منا تحققت آمال لهم خلال هذه السنة التي نودعها، فالحقيقة التي يجي أن نعترف بها أن مهما هرمت سنة 2015 بسبب ما حملت من أثقال الجروح فهي أيضًا تنتهي ضاحكة من الذكريات الجميلة لإحسانات الرب وعجائبه فيها. فليس هناك سنة – أي سنة – تنتهي بجروح دون إحسانات من الله. وعندما نُدرك نحن هذا تتحول احزاننا على هذه السنة إلى شكر وحمد للرب حتى على الجروح التي مرت على هذه السنة وحتى على علامات الشيخوخة التي ظهرت عليها.
ففي نهاية هذه السنة الهرمة دعونا نسبح الله قائلين: "كللت السنة بجودك وآثارك تقطر دسمًا" (مز65: 11) ولنتذكر ألأنه سيخرج وينبعث منها مولود جديد اسمه سنة 2016م والتي نترجى في الرب أن تكون أكثر حظًا وجمالاً من هذه السنة.