جرح المؤامرات:
جزء من الطبيعة الساقطة للإنسان هو الفساد، وأعلى تجليات هذا الفساد هو المؤامرة. أن يتأمر شخص على أخر لتدميره لأي سبب، وأحيانًا كثيرة بلا سبب أمر سيء للغاية. بل الأصعب أن يكون هذا التأمر ضد أحد الذين صنعوا خيرًا مع هذا الشخص ولم يؤذوه.
نتعلم من الترجمة الكتاب المقدس في اللغة الإنجليزية أن مؤامرة تترجم "مشورة شريرة" فالمؤامرة هي أن يتشاور الشخص مع أشرار مثله ليقوموا بنصب مكيدة لتدمير شخص بريء بلا سبب. (مزمور83: 3) "عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ."
ورغم شهادة المرنم أن أحيانًا يحترق المسكين بكبرياء الشرير إلا أنه يُعلن النتيجة النهائية ألا وهي أن الأشرار يؤخذون بالمؤامرة التي فكروا بها ودبروا لها. (مزمور10: 2) "فِي كِبْرِيَاءِ الشِّرِّيرِ يَحْتَرِقُ الْمِسْكِينُ. يُؤْخَذُونَ بِالْمُؤَامَرَةِ الَّتِي فَكَّرُوا بِهَا."
كما أن الكتاب يُعلن سيادة الله وسيطرته على المواقف لدرجة أنه يبطل هذه المؤامرات بأنه يلاشي أفكارهم الشريرة. (مزمور 33: 10) "الرَّبُّ أَبْطَلَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. لاَشَى أَفْكَارَ الشُّعُوبِ." ففي النهاية الرب ممسك بزمام الأمور وهذا يُعزي شعب الرب.
أحيانًا يكون الشخص المتأمر عليه شخصًا قويًا لكن لأنه ملتزم بإيمانه ووصايا الرب فلا يستطيع أن يُجاري الأشرار في شرهم، فالدور الأساسي الذي يقدر أن يقوم به هو نفس ما قاله وفعله داود:
(مزمور 64: 2) "اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ مِنْ جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ."
(2صموئيل15: 31) "وَأُخْبِرَ دَاوُدُ إِنَّ أَخِيتُوفَلَ بَيْنَ الْفَاتِنِينَ مَعَ أَبْشَالُومَ، فَقَالَ دَاوُدُ: «حَمِّقْ يَا رَبُّ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ»."
ومثال على مؤامرات الأشرار وكيف يتصرف المؤمن في هذا الوقت وسيادة الله على الأمور، قصة الرجل أخيتوفل الذي قتل نفسه عندما فشلت مؤامرته (مشورته لابشالوم بن داود) ضد داود، في حين أن داود كان صالحًا في تعامله مع أخيتوفل، فقد كان أخيتوفل المشير الرسمي لداود.
(2صموئيل17: 14) " فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ."
"وَأَمَّا أَخِيتُوفَلُ فَلَمَّا رَأَى أَنَّ مَشُورَتَهُ لَمْ يُعْمَلْ بِهَا، شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ وَقَامَ وَانْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ إِلَى مَدِينَتِهِ، وَأَوْصَى لِبَيْتِهِ، وَخَنَقَ نَفْسَهُ وَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قَبْرِ أَبِيهِ." ( 2صموئيل 17: 23)
والمشكلة أن المتأمرين أحيانًا يكونون وكأنهم يتكلمون بكلام الله ويدافعون عن عمل الله.
(2صموئيل16: 23) "وَكَانَتْ مَشُورَةُ أَخِيتُوفَلَ الَّتِي كَانَ يُشِيرُ بِهَا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ كَمَنْ يَسْأَلُ بِكَلاَمِ اللَّهِ. هَكَذَا كُلُّ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ عَلَى دَاوُدَ وَعَلَى أَبْشَالُومَ جَمِيعاً."
لكن في النهاية الرب يُبطل كل مؤامرات الأشرار نحو أولاده، وحتى لو سمح ببعضها فهذا ليؤول لخير أولاده في النهاية لأننا نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا لخيرهم. (رومية8: 28).
لتعلم أيها المتأمر أن الله هو السيد وسيُبطل مؤامراتك......فأحذر.
ولتعلم أيها المؤمن أن الله مُسيطر على كل الأمور ويحولها لخيرك ......فاطمئن.