جرح سنة 2020
هل هناك سنة سيئة وأخرى جيدة؟ سنة مشؤمة وسنة قدمها سعد؟
لقد بدأت سنة 2020 بجائحة كوفيد 19 أو كورونا وخسرنا خلال هذه السنة كثير من المعارف والأقارب والخدام، هذا إلى جانب إصابة الكثيرين وحالة الجمود وتحديد الإقامة التي مر بها العالم كله. وأضف على ذلك الخسائر المادية التي حلت بكثيرين نتيجة هذه الجائحة. كل هذا تسبب في جراح عديدة لأشخاص كثيرين على مستوى العالم.
هذا كله أوعز لكثير من الناس إعتبار هذه السنة مشؤومة، والكل أصبح يحلم بإنتهاءها وإنتهاء جراحها ونزيفها وبداية سنة جديدة تكون كتعويض من الله عن 2020 مليئة بالخير والإزدهار ويكون قدمها سعد على الكرة الأرضية.
لكن هناك عدة نقاط هامة يجب أن نناقشها:
هل كل أحداث هذه السنة كانت سيئة؟
هل أي سنة أخرى لم يكن بها أحداث سيئة؟
هل الحكم أن سنة سيئة أو جيدة يرجع لما يحدث فقط مع الفرد من أمور جيدة أو شريرة؟
بالطبع الإجابة أن هذه السنة كان بها أشياء جميلة لكثيرين وهي مجموعة إحسانات الرب للجميع. كما أن أي سنة تحتوي على بعض الأحداث السيئة وليست هذه السنة فقط. وأن المسألة شخصية فمن تعرض لأمور سيئة يراها سيئة ولمن لم يتعرض يراها جيدة.
لكن الحقيقية أن الرب إلهنا هو إله وسيد الزمن والسنين، وهو إلهنا الصالح السيد الحي القيوم المسيطر على كل الأمور، وكما قال بولس: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله...." (رو8: 28) فالأمور الجيدة والأمور السيئة معًا يستخدمها الله ليصنع منها خيرًا للذين يحبون الله. فالخيط
الأبيض مع الخيط الأسود يصنع لوحة جميلة ملونة، والزجاج الأسود مع الزجاج الأبيض يشكل فسيفساء رائعة تخلب الأبصار.
فلننظر للأمور بعيني الله لنرى في الأمور الجيدة صلاحًا منه وفي الأمور التي تبدو سيئة حكمة منه، فنستريح لأننا نؤمن بإله وآب مُحب.