من منا لا يحب التغيير،خاصة إذا كان الأمر الذى يحتاج إلى تغير أمر سىءوغير صحيح،وفى الواقع أن كل شىء فى هذا العالم الذى فسد دائمًا ما يحتاج إلى تغيير،حتى المؤسسة الإلهية (الكنيسة)ولكن فى شكلها المنظوروالذى يتكون من بشر مؤمنين وليس معصومين.
فإذا تتبعنا تاريخ الكنيسة سنجد كثير من التغييرات حدثت بها،ليس بالطبع فى الإيمانيات الإلهية الثابتة، لكن فى النظام و الإنتاج البشرى فيها،وذلك بالطبع لأنه ليس هناك عصمة إلا للكتاب المقدس وحده.
أمامنا بالطبع أعظم حركات التغيير فى الكنيسة وهو الإصلاح الإنجيلى ،الذى كان ثورة للتغيير نبعت من داخل الكنيسة الكاثوليكية فى نهاية العصور الوسطى المظلمة ليولد نور جديد وهى الكنيسة البروتستانتية وذلك عندما أستخدم الرب المصلح العظيم وقائد التغيير، الألمانى مارتن لوثر.
ولكن كثيرًا ما تقود حماسة التغيير البعض أن يحاول التغيير بالقوة حتى فى داخل الكنيسة التى أسسها رب المجد الذى لم يستخدم العنف ولا قبله لإصلاح الديانة اليهودية،لكنه جعل ببساطة خمر التعليم الجديدوسلطان كلمة الله بقوتها الذاتية تطرد العتيق بدون سيف أوعنف.
ففى اثناء حياة لوثر ظهرت مجموعة حاولت اصلاح الكنيسة الكاثوليكية بالعنف،فقاموا بأقتحام القرى وضرب الكهنة الكاثوليك وتكسير التماثيل والصورومهاجمة الأديرة لمخالفتها من وجه نظرهم لتعاليم الكتاب.
فقام لوثر بإدانة هذه الجماعة والتى أعتبرت جماعة متطرفة من لوثروالمصلحين،وعندما قيل له فى احدى المرات أن يدافع عن الأصلاح بالسيف قال:" أن الكنيسة تأسست بكلمة الله وسيتم استعادتهاواصلاحها بكلمة الله".
المشكلة أن هناك جيل فى أيامنا هذه من أعضاء الكنائس بغض النظر عن التسمية التى نطلقها عليهم ،نراهم يستخدمون العنف اللفظى و أحيانا الفعلى مع اخوتهم الأعضاء أومع راعى الكنيسة،بل سمعنا عن قسوس وصلت العلاقة والمشاكل بينهم إلى التشابك بالأيدى ومحاضر الشرطة،وإذا عاتبتهم على ذلك تكون حجتهم أنهم يدافعون عن الحق أوعن مصلحة الكنيسة،أوأن الآخرين هم من دفعوهم إلى هذه التصرفات،والغريب أن البعض منهم لا يشعر بتأنيب الضمير أو تبكيت الروح عن هذه الأفعال.
فهل الكنيسة المنظورة حقًا تحتاج لتغيير؟أعتقد أن هذا أمر متفق عليه من جميعنا...نعم تحتاج...ولكن ما هو المنهج لأحداث هذا التغيير؟هذا هو موضع الخلاف.
على مر العصور أستخدم المصلحون الحقيقيون الصلاةوالصوم والكلمة المقدسة و المحبة للتغير،وليس العنف الذى هو بالطبع أكثر قبولاً للجسدوللطبيعة الساقطة.
فيامن يشتعل قلبك بالغيرة على عمل الله وتريد التغير،هل تستخدم طرق الله للتغير؟!.
فالأمور المقدسة يجب أن يتم الدفاع عنها بوسائل مقدسة...الا تتفقوا معى فى ذلك.
القس/جوزيف موريس