كتب أحدهم على الفيس بوك هذا التعليق ووضعه في برواز واضح:
"عَلمني كبريائي أن أذل من جرحني بسكوتي".
ونحن لا ندين من كتب هذا التعليق ولا نقف منه موقف المُخطيء لكلماته أو رأيه.
ولكن دعونا نُقيم هذا المعلم الفاسد الذي اختاره كاتب هذا التعليق ليعلمه وهو – الكبـــــــــــــرياء- فعندما نبحث في شخصيات من الكتاب المقدس قد تعرضوا للجروح لنرى أي مُعلم أختاروا أن يتعلموا منه ماذا يفعلون تجاه من جرحوهم، فسنرى أنه:
إذا استسلم داود لكبريائه لكان قد ذل شاول وابشالوم وغيرهم من الذين جرحوه.
ولو استسلم اسطفانوس لكبريائه لطلب نار انتقام الرب تسقط على راجميه.
لكن من الواضح أنهم أختاروا مُعلم أخر لهم غير كبريائهم ليعلمهم، هذا المعلم قادهم بسلوكه تجاه جارحيه عندما غفر لهم أنهم لم يؤمنوا به وأنهم قالوا عنه الكثير مثل:
(به شيطان، محب للعشارين والخطاة، أكول وشريب خمر، يعمل معجزاته بقوة أبليس، صانع الفتنة ومفسد الأمة، الُمضل)
ومع ذلك لم يطلب جنوده من السماء ليقتلوهم ولا نار لتحرقهم كما طلب بعض التلاميذ منه، وحتى اتباعه في الأرض لم يسمح لهم بأن يستخدموا سيف ضد من جرحوه وخرجوا عليه كلص، وحتى على الصليب طلب الغفران لهم. أنه المعلم الصالح يسوع.
وكل واحد يمر بجرح من الأخرين له حرية أختيار المعلم الذي يعلمه وينصحه، فأما يستمع لصوت الكبرياء -المعلم الفاسد -الذي لا يُعلم إلا الأنتقام ولا يقود إلا لأذلال الأخر. فيبدأ في محاولة أذلال من جرحه حتى بأقل القليل وهو السكوت ليس سكوت الغفران بل سكوت الأزدراء والاحتقار، أو سكوت الأنتظار للحظة المناسبة للأنتقام. والنتيجة أن الكراهية تدمر حياته والرغبة في الأنتقام تقوده لحياة بائسة.
أو يُصغي للُمعلم الصالح ويتبع خطواته ويطلب نعمته للحصول على قوة للغفران وقوة لشفاء الجرح وقوة للبدء من جديد في مسيرة الحياة، فتصبح الجروح ذكرى بل طاقة وتحفيز على النجاح والاستمرارية.
فالأن عزيزي القاريء أترك الفرصة لك لأختيار المعلم الذي تراه لتسلك تجاه جارحيك.