(خر21 : 25)
" وَانْ حَصَلَتْ اذِيَّةٌ تُعْطِي ........جرْحًا بِجُرْحٍ......".
في تنظيم الله للشئون الإجتماعية والقانونية الخاصة بشعب اسرائيل أمر في الناموس أن من يؤذي قريبه يجب أن يُحكم عليه بأن يقدم تعويض للشخص الواقع عليه الاذية، وهذا التعويض يكون من نفس نوع الآذى، فمن جرح قريبه يتم جرحه ( جُرحًا بجُرح).
هذا بالفعل امر عادل، ويُفرح كل شخص جُرح. فكل شخص يتعرض لجرح من رفقائه داخل الكنيسة إن كان عضوًا أو حتى راعيًا يتمنى في وقتها لو أن الشخص الذي قام بجرحه يتعرض لنفس الجرح والاذية حتى يستريح ويشعر بالرضى.
لكن إذا لاحظنا سنجد أن هذا المبدء (جُرحًا بجُرحِ) ذٌكر في الناموس بالعهد القديم حيث الطفولة الروحية للشعب، وحيث ان الله يعالج كل ما يدور في حياة الشعب من النواحي القانونية أو الأخلاقية أو الإجتماعية أو الروحية.
وإن كان الله كإله عادل يطالب بالحقوق ويقضي للمظلوم إلا أن السؤال هنا هو ما هو دور المؤمن في العهد الجديد الذي تعرض لجرح من رفقائه؟ هل يطالب أن تنفذ القاعدة (جُرحًا بجُرحِ) فيشتم من شتمه أو يؤذي سمعة من اذى سمعته أو يهين من أهانه؟!
فإذا نظرنا إلى الرب يسوع أو المؤمنين في العهد الجديد الذين تعرضوا لجروح عظيمة في بعض الأحيان من أقرب الناس وأحيانًا أخرى من اخوتهم المؤمنين في داخل جسد المسيح الواحد، سنجد أنهم لم يجازوا شرًا بشٍر أو جُرحًا بجُرحٍ. ورغم عدالة الله مع من جرحهم الا ان هم ذاتهم قابلوا الجروح بالغفران والحب وبثمر الروح وبما يليق بهم كأولاد لله. وهذا بالطبع لم يكن بقوتهم أو تقواهم الذاتية بل بقوة المسيح "استطيع كل شىء في المسيح الذي يقويني" (فليبي 4: 13) الذي قواهم والروح القدس الذي عزاهم واظهر ثمره فيهم.
فيا من جُرحت لا تطلب أن تجرح أو يُجرح من جرحك بل صلي أن الله يباركه، وأغفر له لأن هذا سيربحك أخوك أو على الأقل شهادة الاخرين عن الرب الذي فيك.