في البداية أحب أن أهنيء كل الأحباء أعضاء المنتدى والقراء الأعزاء بالعام الميلادي الجديد وعيد الميلاد المجيد.
يعتقد الكثيرون أن الرجاء المسيحي هو رجاء في الحياة الآخرى فقط أي الحياة الأبدية ....الحياة بعد الموت.
هذا الأمر خطأ لأن الرجاء المسيحي يشمل الحياة الأخرى ولكنه أيضًا يشمل الحياة الحاضرة هنا على الأرض.....فالرجاء الذي يبدأ في حياتنا بمعرفتنا بالرب يسوع يسير معنا في الأرض وحتى الابدية. وكما يقول الكتاب المقدس:
"....... رَجَائِي فِيكَ هُوَ. "(مز39: 7) وأيضًا "إِنَّمَا لِلَّهِ انْتَظِرِي يَا نَفْسِي لأَنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجَائِي."(مز62: 5)
والرجاء عكس اليأس، فالانسان أثناء جروحه يمر بفترة من الشعور باليأس معتقدًا أن هذه الجروح هي نهاية الدنيا، ويستثمر الشيطان هذه الفترة ليقود الشخص إلى منطقة مظلمة مليئة باليأس، لذا فالرجاء هو النور الذي يبدد هذه الظلمة. وكما يقول المرنم أثناء آنينه في (مز42: 5) " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. "
في القصة العظيمة رائعة يوحنا بنيان "سياحة المسيحي" يذكر كيف أن السائح المسيحي أثناء رحلته إلى المدينة السماوية وقع في أيدي اليأس هذا الجبار القاسي الذي سجن السائح في زنزانة مظلمة ليحطمه لولا أن أنقذه الرجاء.
فالرجاء هو نعمة إلهية من الله للأنسان خلال رحلته في برية هذا العالم. فالله يعلم أن الانسان سيواجه جروح في حياته على الأرض وأن افضل علاج لهذه الجروح هو الرجاء.
الرجــــــــــــــــــــاء:
الرجاء أن الله يغير الأزمنة والأوقات.
الرجاء أن الله اعطى الانسان القدرة على النسيان.
الرجاء أن الله قادر على شفاء المشاعر الجريحة.
الرجاء أن الله يعطي قوة للغفران.
الرجاء ان الله يعين الانسان ليبدأ من جديد.
الشعب المصري تجمع في ميدان التحرير يوم رأس السنة ليعلن تمسكه بالرجاء في عام جديد رغم كل جروح 2011.
فهل ونحن على مشارف عام جديد نتمسك بالرجاء الذي لنا في الله ونتقدم للأيام القادمة ونحن واثقون أن الجروح هي الماضي والرجاء هو الحاضر والمستقبل.