يسير المنتدى منذ أفتتاحه فى خط واحد لا يخرج عنه وهو مساعدة أعضاء الكنائس و الرعاة الذين جُرحوا خلال العلاقات داخل الجسد الواحد.
أما و نحن نمر فى هذه الأيام بأمر صعب و خطير وهو هدم كنيسة أطفيح بمحافظة حلوان بمصر،فنحن أمام جرح غائر فى جسد الكنيسة المصرية ككل بغض النظر عن طوائفها أو مذاهبها أو حتى مشاكلها الداخلية.
وإذا كنا فى المقالات السابقة كلها كنا نتكلم عما يفعله المؤمن حين يُجرح، فالأوان للتحدث عما يجب أن تفعله الكنيسة المصرية وهى تئن من جرحها الساخن و الغائر.
و فى البداية أحب أن أُذكر الجميع بحالة المسيحيين عند حادثة كنيسة القديسين بالأسكندرية ، وكيف أن الجميع بلا تفرقة كان يصرخ ليتدخل الله و يغير الأحوال فى مصر، وفى أيام بسيطة شاهدنا التغيير الذى أجمع الجميع أنه حدث بأصبع الله وسلطانه. فمن المستحيل أن مجرد مظاهرة لشباب أجتمعوا نتيجة دعوة على الفيسبوك تؤدى إلى سقوط هذا العملاق الذى أخذ ثلاثون سنة من الترسيخ و التدعيم و التقوية بكل القوة المتاحة من سلطة ومال وسياسة وفساد، ليسقط فى أيام معدودة.
ولكن الأغرب أن الكنيسة التى كانت تصلى لله من أجل التدخل الإلهى والتغيير أستغربت ما حدث و نسيت أن قوة الصلاة قوة مُغيرة، أختبرها شعب الله فى أيام أستير و مازال يختبرها فى كل آن، فالله هو إله التحويلات (أستير 9 : 1) "[i]...... فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ حَتَّى إِنَّ الْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ"
من هنا أقول أن أهم ماعلى الكنيسة فعله أول كل شىء هو الأستمرار فى أستخدام أعظم الأسلحة و هو الصلاة و الصوم فهى ليست أسلحة جسدية و لكنها قادرة على هدم حصون
[i] " إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حصُونٍ." ( 2 كورنثوس 10 : 4 ) فلنؤمن أن الله سيكمل عمله و سنرى بأعيننا خلاص الله.
الخطوة الأخرى هى التسلح بنية الآلم والأستشهاد من أجل الرب، وهذه تقودنا ككنيسة لعدم الخوف و الأهتزاز أمام أى مصاعب."[i] لأَنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ." (مزمور 44 : 22) / [i]"فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهَذِهِ النِّيَّةِ." ( 1بطرس 4: 1)
الخطوة الثالثة هى الأعمال السلمية من تظاهر أو أعتصام بدون أى أعمال عنف ،حتى إذا تم الأعتداء من الأخر.لأنه من المهم أن نُظهر تميزنا بنعمة الله عن الأخرين، ولا يجب أن ننزلق لنفس المستوى من التصرفات.
الخطوة الأخيرة العمل المنسق للدفاع عن حقوقنا من مجموعات العمل المدنى و رفع القضايا أمام المسئولين و المنظمات الدولية و الأتصالات بكل فئات المجتمع المستنيرة و الأشتراك الفعال فى الأنتخابات والأتخراط كأفراد وليس ككنيسة فى العمل السياسى، فيجب أن المسيحين كمواطنين يكونون فعّالين، أما الكنيسة كمؤسسة روحية فيجب أن تبتعد أو ترتفع عن هذه الأمور.
فى الختام لنتمسك بالوعد الإلهى:
"[size=24][i] كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي يَقُولُ الرَّبُّ" (أشعياء 54: 17)
القس/ جوزيف موريس