نحتفل فى هذا الشهر بعيد الأم تقديرا منا لدور الامهات العظيم و الجليل تجاه اولادهن ، و اعترافا من الاولاد بجميل الامهات ...و بالطبع هذا سلوكاً مسيحياً و كتابىاٍ.
لكن هناك نوع اخر من الاباء و الامهات اكتسبوا هذا اللقب لا بالولادة الجسدية و لكن بالولادة و التربية الروحية، فهم مؤمنون كبار ولدوا مؤمنين جدد ولادة روحية ووضعوا على عاتقهم رعايتهم و تربيتهم بكل الحب و التضحية.
و كما قال الرسول بولس "يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم.غل 4 : 19 و ايضا يقول "هوذا المرة الثالثة انا مستعد ان اتي اليكم و لا اثقل عليكم لاني لست اطلب ما هو لكم بل اياكم لانه لا ينبغي ان الاولاد يذخرون للوالدين بل الوالدون للاولاد. و اما انا فبكل سرور انفق و انفق لاجل انفسكم و ان كنت كلما احبكم اكثر احب اقل. 2 كو 12 :14 ، 15
ولكن كما يحدث عقوق من بعض الابناء نحو اباءهم بالجسد ، للاسف يحدث احيانا نفس الشىء فى دائرة الايمان.فحتى بولس فى الايات السابقة كان يعانى من الجروح التى جرحه بها ابناءه فى الايمان.
فعندما يتقدم المؤمن الحدث فى السن أو الخبرة الكنسية أو فى المركز الدينى.... لا ( الروحى ) و لا يشعر أو يقدر جميل اباءه و امهاته الروحيين الذين تعبوا معه و ضحوا لاجله ، فبالتأكيد أن هذا يسبب جروح غائرة فى هؤلاء الاباء.
و يحدث هذا الامر لعدة تصرفات من الابناء نحو اباءهم الروحيين إما:
1- بعدم الاعتراف بفضلهم عليه. أو
2- باتهامهم بالتخلف و الرجعية أو بضعف المستوى الروحى. أو
3- شعورهم بالتفوق علي اباءهم الروحيين فى المركز أو الفهم. أو
4- عدم تقديرهم لتعبهم و تضحياتهم التى بذلوها. أو
5- محاولات الانفصال أو الفطام و اثبات الذات على حساب هؤلاء الاباء.
فيشعر الاباء الروحيين بالجرح من ابناءهم ، و هم و إن كانوا لا يندمون على ما بذلوه من تضحيات لانهم انما فعلوا هذا فى الاصل و اولا و اخيرا للرب سيدهم لا للبشر ، و ثانيا لان الاباء محبتهم لابناءهم لا تتغير مهما اخطىء الابناء ، فمحبة الاباء اعظم بكثير من ان يدركها الابناء.
الا ان هذا يتسبب فى تألم الاباء نتيجة هذه الجروح.
و لكن نشكر الرب لان هناك كثير من المؤمنين يقدرون اباءهم الروحيين و يعترفون بافضالهم عليهم ، فمن عدة اسابيع قليلة شاهدت تقدير بعض المؤمنين لاحد اباءهم الروحيين حينما التفوا حوله بكل الحب ، و بعضهم قبله ، و اخرين طلبوا منه الصلاة لاجلهم ، و اخر قبل يديه.....ما أروع الشعور بالجميل..... بل ما اروع رد الجميل.
فهل ننتهز فرصة هذا الاحتفال .. و لكن على المستوى الكنسى و الروحى ، فيبدأ كل تيموثاوس بالبحث عن ابيه بولس الذى تعب معه على مر سني عمره الروحى و يقدم له كل التقدير و العرفان من خلال مكالمة تليفونية أو برقية أو مقابلة يعبر فيها عن حبه و تقديره ، و انه ما زال فى احتياج لصلاة و رعاية اباءه الروحيين.
بل اكثر من هذا، اذا كان احدنا اقترف او تسبب فى اى جرح لهم ... فليذهب اليهم معتذراً و معالجاً الجرح بالحب.
فهذه دعوة ليكون هذا الشهر عيدا لتقدير كل الاباء الروحيين الذين تركوا بصمتهم فى حياتنا.
و بالطبع سيكون هذا علاجا لجزء كبير من الجروح داخل كنائسنا ، و الانقسام بين من يسمون انفسهم بالجيل الجديد و اباءهم الروحيين من الجيل القديم.
القس / جوزيف موريس