المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 54 الموقع : Admin
موضوع: مقالة مارس 2022م: دُوَاغُ الأَدُومِيُّ الأحد مارس 27, 2022 1:56 pm
دُوَاغُ الأَدُومِيُّ في سفر صموئيل الأول يسجل الوحي قصة بداية هروب داود من أمام شاول الملك، فيسجل في الأصحاح الحادي والعشرين أن داود لجأ لمدينة نوب التي كان يسكنها الكهنة وطلب خبزًا وسيفًا من أخيمالك الكاهن الذي أعطاه سيف جليات بدون أن يعلم أي شيء عن هروب داود. ولكن أثناء كلام داود مع أخيمالك الكاهن كان هناك شخصًا يسترق السمع وهو شخص من أصل أدومي أي من شعب أدوم وكان من رجال شاول اسمه دواغ يصلي في خيمة الاجتماع "وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ عَبِيدِ شَاوُلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَحْصُورًا أَمَامَ الرَّبِّ، اسْمُهُ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ رَئِيسُ رُعَاةِ شَاوُلَ." (صموئيل الأول 21: 7). وقد رأه داود وتوقع منه الخيانة والوشاية به لشاول الملك. فلقد عرف داود شخصيات كل العاملين مع شاول من خلال خبرة التعامل، فعرف الأمين والخائن، الشريف والوضيع، المؤمن التقي والشرير الفاجر، ولذلك وبسبب معرفته بدواغ علم بأنه سيشي به لشاول. وبالفعل وشى دواغ بدواد لشاول الملك وهو يعلم أن شاول يبغض داود ويطارده لغرض واحد هو قتله لمنعه من استلام المُلك. "فَأَجَابَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ الَّذِي كَانَ مُوَكَّلاً عَلَى عَبِيدِ شَاوُلَ وَقَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ يَسَّى آتِيًا إِلَى نُوبَ إِلَى أَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ. فَسَأَلَ لَهُ مِنَ الرَّبِّ وَأَعْطَاهُ زَادًا. وَسَيْفَ جُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»."(صموئيل الأول 22: 9) وكانت نتيجة وشايته دامية أن شاول الملك حكم بقتل جميع كهنة مدينة نوب ولكن عبيده رفضوا تنفيذ الأمر: "فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَوْتًا تَمُوتُ يَا أَخِيمَالِكُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِ أَبِيكَ». وَقَالَ الْمَلِكُ لِلسُّعَاةِ الْوَاقِفِينَ لَدَيْهِ: «دُورُوا وَاقْتُلُوا كَهَنَةَ الرَّبِّ، لأَنَّ يَدَهُمْ أَيْضًا مَعَ دَاوُدَ، وَلأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُ هَارِبٌ وَلَمْ يُخْبِرُونِي». فَلَمْ يَرْضَ عَبِيدُ الْمَلِكِ أَنْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ لِيَقَعُوا بِكَهَنَةِ الرَّبِّ." عندما رفض عبيد شاول تنفيذ الأمر خوفًا من الرب، كان دواغ على استعداد لا فقط أن يشي بل أن يقتل كهنة الرب: "فَقَالَ الْمَلِكُ لِدُوَاغَ: «دُرْ أَنْتَ وَقَعْ بِالْكَهَنَةِ». فَدَارَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ وَوَقَعَ هُوَ بِالْكَهَنَةِ، وَقَتَلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً لاَبِسِي أَفُودِ كَتَّانٍ. وَضَرَبَ نُوبَ مَدِينَةَ الْكَهَنَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ. الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالرِّضْعَانَ وَالثِّيرَانَ وَالْحَمِيرَ وَالْغَنَمَ بِحَدِّ السَّيْفِ." الغريب في الأمر أن داود بمعرفته لدواغ توقع منه أن يشي به لشاول: "فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ: «عَلِمْتُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ كَانَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ هُنَاكَ، أَنَّهُ يُخْبِرُ شَاوُلَ." لذلك دعونا نحاول فهم شخصية هذا الرجل دواغ الأدومي الذي كان جاهزا للوشاية ولقتل خدام الرب وعائلاتهم بدم بارد. اولاً هو ليس يهودي بالأصل بل من شعب أدوم وهم أولاد عيسو أخو يعقوب وعاشوا في حالة معاداة وخيانة لشعب إسرائيل وكانوا يدخلون شعب الله بعد الجيل الثالث. "لاَ تَكْرَهْ أَدُومِيًّا لأَنَّهُ أَخُوكَ.... الأَوْلاَدُ الَّذِينَ يُولَدُونَ لَهُمْ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ يَدْخُلُونَ مِنْهُمْ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ." (تثنية 23: 7، . فواضح أن رغم دخوله جماعة الرب بالوراثة وممارسته التدين الظاهري بوجوده في بيت الرب للصلاة إلا أنه ما زال لا يخاف الرب إله إسرائيل ولا يحترم كهنته. الأمر الأخر الذي نستطيع أن نراه في شخصية دواغ هو الوشاية، فهو بمجرد أن رأى شاول يهمه أخبار داود وشى به وهو يعرف أن في هذا الأمر هلاك لداود ظلمًا من شاول لكنه أهتم برضى شاول عن الأخلاق أو الحق. ثم نرى تعدي هذا الرجل على خدام الله فهو لم يتردد في تنفيذ أمر شاول في قتل كهنة الرب في نوب بكل قسوة، وهذا لم يكن عن عدم فهم لأنه رأى كل عبيد شاول يمتنعون عن فعل هذا الشر العظيم لكنه قام به بدون تردد. الأمر الأخير في شخصيته العنف والقسوة إلى حد التطرف فلم يكن أمر شاول يشمل الحيوانات ولكنه قتل النساء والأطفال والحيوانات بأعداد كبيرة وبدم بارد. من الغريب أن يكون هناك شخصيات مثل دواغ داخل جماعة الرب تستبيح كل شيء فلا تخاف الله ولا تقدر خدامه وطبعها العنف والقسوة، شخصيات وصولية ليس عندها مانع أن تعيش الوشاية وأي أمر أخر من أعمال الجسد هم بحق خنجر في ظهر كنيسة الرب وجرح غائر في أعماق الجسد، حتى وأن ظهروا في بيت الرب يصلون أكثر من غيرهم. # دواغ _ الأدومي
الأحد مارس 27, 2022 1:56 pm
. فواضح أن رغم دخوله جماعة الرب بالوراثة وممارسته التدين الظاهري بوجوده في بيت الرب للصلاة إلا أنه ما زال لا يخاف الرب إله إسرائيل ولا يحترم كهنته.
