جرح كورونا
الجرح الذي سنتناوله في هذا المقال هذه المرة جرح عالمي، فالعالم يصارع في هذه الأيام فيروس كرونا (الاسم جاء من كلمة تاج لأن الفيروس على شكل تاج) الذي اجتاح كل البلاد قتل من قتل وأمرض من أمرض، حتى أن أثره تعدى النواحية الصحية للتأثير على الاقتصاد والسياحة وحتى السياسة.
أما الجانب الجديد هو تأثيره على الدين فالكنائس أوقفت خدماتها واجزاء كبيرة من اجتماعات العبادة، وتحولت الكنائس وكليات اللاهوت لاستخدام التكنولوجيا خاصة وسائل التواصل الاجتماعي.
وبمناسبة هذا الوباء فهناك جرح ينبع عنه وهو خوف المؤمنين ورعبهم من هذا الوبأ، والموت الذي ينتج عنه. ويجب أن نفرق بين القلق الطبيعي الذي يقود للحذر والوعي والالتزام وبين الرعب الذي لا يتناسب مع المؤمن. فهذا الرعب هو جرح لإلهنا لعدة أسباب:
1. الله هو السيد ضابط الكل:
فإذا كان أبونا السماوي هو المُتسيد والمتسلط والذي له كل السلطان، فهو قادر أن يتحكم في الأمر. فهو قادر أن يوقف المرض وبعنايته يحفظني أنا وأسرتي ومن حولي. "لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ، وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى الأُمَمِ." (مزمور22: 28)، "لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ." (مزمور91: 3)
2. الله صالح:
طالما إلهي صالح فكل الأشياء ستعمل معًا لخيري، فإن كان الحفظ فهو صالح ...وإن كان المرض فهو أيضًا صالح. "ذِكْرَ كَثْرَةِ صَلاَحِكَ يُبْدُونَ، وَبِعَدْلِكَ يُرَنِّمُونَ." (مزمور145: 7) ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ." (رومية8: 28).
3. الله أمين:
وبسبب أمانته فهو سيكون معي في الصحة .... وفي المرض، لن يتركني بل سيرافقني ويعبر بي فترة مرضي أو بوابة الموت للسماء. "أَنْ يُخْبَرَ بِرَحْمَتِكَ فِي الْغَدَاةِ، وَأَمَانَتِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ" (مزمور92: 2) ، "يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ." (فليبي1: 20).
فلا يجب أن نجرح إلهنا وأبينا بمثل هذا الجرح من عدم الثقة بل دعونا نتذكر وعد الرب:
"لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ." (مزمور91: 5، 6)